د یوازې سړي پر مړینه پر مړکۍ
موت الرجل الوحيد على الأرض
ژانرونه
لم يلحظ الابن العضلة الصغيرة التي تقلصت تحت فم أبيه، والتي أخفاها بحركة صغيرة من يده، كأنما هو يهرش ذقنه بأصبعه، أو يتحسس بعض البثور القديمة، وتحركت عيناه الزرقاوان بعيدا في الأفق، كأنما هو يفكر، وقال بعد لحظة صمت طويلة: أحاول أن أفكر من هو ذلك الرجل. إنه قد يكون من كفر الطين وقد لا يكون من كفر الطين.
ورد طارق: أمثال نفيسة لا يعرفون إلا كفر الطين.
وتساءل العمدة: لماذا؟
وقال طارق: معظم بنات الريف ساذجات.
وقال العمدة: لا أظن أن نفيسة كانت ساذجة؛ ألم تر عينيها المفتوحتين أكثر من أي بنت في مصر؟
وقال طارق: نعم كانت بنتا جريئة، ولا بد أن الرجل كان جريئا هو الآخر.
وقال العمدة: ولهذا أرجح أنه من خارج كفر الطين. أنا أعرف كل الرجال هنا ولا أظن أن فيهم رجلا واحدا جريئا ... أليس كذلك يا طارق؟
سكت طارق لحظة، مرت أمامه وجوه الرجال التي عرفها ورآها في كفر الطين. وسمع أباه يسأله: هل يمكنك أن تخمن من هو الرجل الذي يمكن أن يفعل ذلك مع نفيسة؟
كانت وجوه رجال كفر الطين لا تزال تمر أمام عيني طارق، وفجأة توقف وجه أمام عينيه، أو أن عينيه هما اللتان توقفتا أمام وجه. كان هو وجه علوان.
لم يعرف لماذا خطر بذهنه هذا الوجه بالذات. لم ير في حياته علوان ونفيسة معا، وعلوان يسكن في طرف القرية ناحية الشرق، ونفيسة كانت تسكن في الطرف الآخر ناحية الغرب، لكنه ما إن فكر في أن يرشح رجلا من كفر الطين لنفيسة حتى ظهر له وجه علوان. لم يكن رآه وجها لوجه إلا مرة واحدة، كان يلمحه أحيانا من بعيد وهو سائر حاملا فأسه، صامتا دائما، لا يكلم أحدا، ولا يحرك رأسه ناحية بيت أو دكان، ولا يبدأ أحدا بالتحية أو السلام حتى ولو كان شيخ الخفر أو شيخ الجامع أو حتى العمدة.
ناپیژندل شوی مخ