[ثمرة طاعة الإمام]
وثمرة ذلك كله عائدة على الأمة ونازلة بهم، كما قال تعالى ? من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها?(الإسراء: 15) .
إذا تقرر هذا، فنقول: إن أكثر الناس قد تعاموا عن هذا الواجب العظيم، والتكليف الجليل الفخيم، وتساهلوا به، وتغاضوا عنه، وفرطوا فيه، كما قال تعالى: ? وأكثرهم للحق كارهون? (المؤمنون: 70)، ? وما أكثر الناس ولوحرصت بمؤمنين? (يوسف: 103) ، ? وما آمن معه إلا قليل? (هود: 40) ، إنا لله وإنا إليه راجعون، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
فلو كان مسألة من المسائل الفرعية، أو حكم من الأحكام الشرعية ورد فيه ما ورد في حق الإمام، واشتهر ونقل عند علماء الإسلام، لتسارعت الأمة إلى تاركه بأنواع المذام، وحكموا بضلاله وهلاكه بالألسن والأقلام، فما ظنك بهذا الواجب القطعي، والحكم الأصلي، الذي تدور رحا الإسلام عليه، وتسند المصالح الدينية إليه، وتسد به الثغور، وتدفع به الشرور، وتنتظم به أحوال الجمهور، وتقوم به فريضة الجهاد، الذي هو سنام الدين، وسنة الأنبياء والخلفاء الراشدين، ويتم به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فينتصر المظلوم، ويتصل المحروم، وتقام الحدود، ويردع الظالم العنود، وتنفذ الشرائع والأحكام، ويميز الحلال من الحرام، ويعبد الله في كل مقام، وتأمن السبلات، وتؤتى الواجبات، وتجتنب المقبحات، وتنزل البركات.
وعلى الجملة فما من فريضة من الفرائض، ولا مصلحة من المصالح إلا وهي معولة عليه، ومستمدة منه، والله أعلم بمصالح عباده.
مخ ۱