أوقفني في الموعظة وقال لي احذر معرفة تطالبك برد معارفي فتقلب وجدك وأختم بها على قلبك . وقال لي احذر معرفة تحتج ولا تجيز وتوجب ولا تحمل وتلزم ولا تيسر فيأخذك بها الحاكم وهو عدل وتحق بها الكلمة وهو فصل . وقال لي ما تطالب المعرفة برد المعرفة لعجزها عن الارتجاع إنما تثبت لمن سكنته قدما في الجحود والشقاق . وقال لي تب إلي ولست بتائب أو تعلن لي ، وأعلن لي ولسن بمعلن أو تصبر ، واصبر لي ولست بصابر أو تؤثر . وقال لي أعلن توبتك لكل شيء يستغفر لك كل شيء . وقال لي تب إلي بمجامع علمك واجتمع علي بأقاصي همك . وقال لي اجعل موعظتي بين جلدك وعظمك وبين نومك ويقظتك . وقال لي اجعل تذكيري على أدواء أدواءك . وقال لي أعلن توبتك بالنهار بالصيام وأعلن توبتك بالليل بالقيام . وقال لي قم يا تائب إلى ظهورك أفتح لك بابا إلى حبورك ، قم يا تائب إلى قرآنك أفتح لك بابا إلى أمانك . قم يا تائب إلى دعائك أفتح بابا إلى كشف غطائك . وقال لي قم يا تائب إلى ملاذك أفتح لك باب حطة في معاذك . وقال لي أظهرني على لسانك كما ظهرت على قلبك وإلا احتجبت عنك بك . وقال لي إن احتجبت عنك بك عصيتني في كل حال وأنكرتني في كل فال . وقال لي إن لم تظهرني على لسانك لم أنصرك على عدوك . وقال لي لا تذكر عذرك فتذكر ما منه ، ولا تذكر ما منه فترد به وتصدر عنه .
69 - موقف الصفح والكرم
مخ ۱۲۳