199

د خواستونو غوښتنې په آل رسول کې ګټې

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

كالزارع بغير أرضه، فإن أقل يقولوا حرص على الملك وإن اسكت يقولوا جزع من الموت، هيهات بعد اللتيا والتي والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه، بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم كاضطراب الأرشية في الطوى البعيدة.

ومن خطبه ((عليه السلام)):

أما بعد فإن الدنيا قد أدبرت وأذنت بوداع، وأن الآخرة قد أقبلت وأشرقت باطلاع ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق، والسبقة الجنة والغاية النار، أفلا تائب من خطيئته قبل منيته؟ الا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه، ألا وإنكم في أمل من ورائه أجل، فمن عمل أيام أمله قبل حضور أجله فقد نفعه عمله ولم يضره أجله، ومن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله وضره اجله، الا فاعملوا في الرغبة كما تعملون في الرهبة الا واني لم أر كالجنة نام طالبها، ولا كالنار نام هاربها، ألا وإنه من لا ينفعه الحق يضره الباطل ومن لا يستقيم به الهدى يجر به الضلال، ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد، وإن أخوف ما به عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، تزودوا في الدنيا من الدنيا ما تحوزوا به أنفسكم غدا.

ومن خطبته في استنفار الناس إلى أهل الشام وقد تثاقلوا:

أف لكم قد سئمت عتابكم، أرضيتم من الآخرة بالحياة الدنيا عوضا وبالذل من العز خلفا؟ إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة ومن الذهول في سكرة، ويرتج عليكم حواري فتعمهون وكأن قلوبكم مألوسة فأنتم لا تعقلون، ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي، ما أنتم لي بركن يمال بكم ولا زوافر عز يفتقر إليكم، ما أنتم إلا كالإبل ضل رعاتها فكلما جمعت من جانب انتشرت من جانب، لبئس العمل لعمر الله سعر نار الحرب، أنتم تكادون ولا تقتدون وتنقص أطرافكم ولا

مخ ۲۰۸