في القسم الواحد منها نصف قطر (1) الدائرة ، وهو وتر المسدس ، ثم قسم ما بقي نصفين ، فبهذا الطريق قسم كل قوتين بخمسة أقسام متساوية ، فخرج له مضلع أحاط به خمسة عشر ضلعا. وعند هذا وقف عمله ، ولم يقدر على الزيادة.
فالحاصل أن أقليدس قدر على إقامة البرهان على إثبات خمسة أنواع من المضلعات : المثلث والمربع والمخمس والمسدس وذو خمسة عشر ضلعا. وأما بقية الأقسام التي لا نهاية لها فقوانينه (قاصرة عن إثباتها ، ومقدماته) (2) غير وافية (3) بتقريرها.
وأما أصحاب علوم المخروطات ، فقد تكلفوا طريقة في إثبات المسبع والمتسع وأما البقية فقد بقيت في موقف العجز والقصور فقد ظهر بما ذكرنا : أن العقول البشرية قاصرة ، والأفهام الإنسانية غير وافية بإدراك حقائق الأشياء إلا في القليل القليل من الكثير الكثير في معرفة هذه المحسوسات فما ظنك بالعقل عند طلوع نور الالهية (وسطوع) (4) الأضواء الصمدية؟
الحجة الثانية في هذا الباب : إن قوة البصر ، وقوة البصيرة متساويتان. وليعتبر أن حال القوة الباصرة ، مع المبصرات أحوال (5) ثلاثة :
الحالة الأولى : المبصرات الحقيرة الضعيفة كالذرات والهباءات ، والمبصرات الخفية (6) الضعيفة ، فمن المعلوم أن القوة الباصرة عاجزة عن إدراك أمثال هذه المبصرات وغير واقفة عليها (7)، ولا قادرة على ضبط تلك المراتب.
والحالة الثانية : المبصرات القوية القاهرة المستعلية مثل قرص الشمس عند
مخ ۴۶