في الحقيقة الطبيعية الانفعالية
إن هذه الحقيقة هي عكس المتقدمة لأنها معلوم متى ذكر أقام في الذهن صورة حقيقية فاعلية لوجود تلك العلاقة الفعلية نفسها. وذلك كما إذا قيل: الأرض مستنيرة، فإن ذلك يحدث في الذهن صورة الجرم المنير لها. وهكذا في قولك: الثمر مأكول، والزهر مشموم، ونحو ذلك.
في الحقيقة الطبيعية اللازمة
إن هذه الحقيقة الطبيعية اللازمة هي معلوم يستقر حكمه في نفسه بدون أن يتعدى إلى غيره لانقطاعه عن كل صلة أجنبية. كقولك: جبل عال، وواد عميق، وماء جار، وصخر جامد، فكل ذلك حقايق طبيعية لازمة، لا يدخل في قيامها أشياء أخر، وأحكامها مستقرة فيها.
في الحقيقة الطبيعية المتعدية
إن الحقيقة الطبيعية المتعدية هي معلوم يدخل في حكمه أمور أجنبية عنه، بحيث لا يمكن قيامه بدون اتصاله إلى غيره، وذلك إما بأداة أو بغير أداة. فالحقيقة المتعدية بأداة هي كقولك: السحاب مخيم، والنهر حايل، والجذب وسيط، فإن تخييم السحاب يستوجب أشيا يقوم عليها ويتم بأداة الاستعلا، وهكذا النهر الحايل يقتضي موضوعات يحول بينها ويتم بأداة الفصل، وكون الجذب وسيطا يلزم كونه واسطة لجمع الأجسام المتفرقة ويتم ذلك بأداة ذهنية وهي الربط أو الضم. وعلى ذلك تعرف كل حقيقة متعدية بالأداة. وما يتعدى بغير أداة أي رأسا هو كقولك: سم قاتل، فإن القتل يتوجه من الفاعل إلى المفعول رأسا بغير واسطة، فتأمل.
في الحقيقة الطبيعية الذاتية
إن الحقيقة الطبيعية الذاتية هي معلوم يأخذ حكمه من ذاته لا بالنسبة إلى غيره، كما إذا قيل: الأرض كروية، فإن الحكم بكروية الأرض قد أخذ من ذات شكلها، من دون وجود أدنى نسبة.
في الحقيقة الطبيعية النسبية
إن هذه الحقيقة هي عكس المتقدمة لأنها معلوم يأخذ حكمه بالنسبة إلى غيره، وذلك كقولك: أشرقت الشمس وأغربت، فإن شروق الشمس أو غروبها إنما يتم بالنسبة إلى حركة الأرض على محورها بحيث لولا هذه الحركة لما حدث شروق ولا غروب؛ لكون الشمس تعتبر ثابتة على مركز دايرة البروج، وما يدور من الشرق إلى الغرب إلا الأرض على محورها؛ ولذلك فالمسير اليومي للشمس إنما هو حقيقة طبيعية نسبية، وقس على ذلك.
ناپیژندل شوی مخ