مشارق انوار د عقولو لپاره
مشارق أنوار العقول
ژانرونه
ولقوله صلى الله عليه وسلم ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له))([4]) ومن لا ذنب له يعطى ثواب صلى الله عليه وسلم فكذا من ماثله ولقوله صلى الله عليه وسلم ((أسلم على ما أسلفت من خير))([5]) أما قوله صلى الله عليه وسلم ((من أشرك ساعة حبط عمله))([6]) فإن تاب جدد له العمل فليس فيه دليل على المطلوب هذا كله إذا فعل الطاعة حال الإصرار ثم تاب، أما إذا فعلها قبل الإصرار ثم أشرك أو فسق ثم تاب أو أسلم فإنه يرد إليه الثواب ذلك العمل لأن الإحباط مشروط عندنا بالموت على الإصرار لقوله تعالى ((ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون))([7]) وعلى هذا التقييد يحمل الإطلاق في قوله تعالى ((ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون))([8]) والإطلاق الذي في قوله تعالى ((ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله))([9]) والإطلاق الذي في قوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون))([10]) والإطلاق الذي في قوله صلى الله عليه وسلم ستة أشياء تحبط الأعمال الاشتغال بعيوب الخلق وقسوة القلب وحب الدنيا وقلة الحياء وطول الأمر، وظالم لا ينتهي وفي هذا الحديث وفي الآية التي قبله دليل على إحباط العمل بالكبائر الغير الشرك أما الحديث فصريح في ذلك وأما الآية فلما فيها من ترتيب الإحباط على رفع الصوت على صوته صلى الله عليه وسلم وعلى الجهر معه بالقول كجهر بعضنا لبعض، ولا شك أن هاتين الخصلتين ليستا بشرك.
مخ ۳۵۶