مشارق انوار د عقولو لپاره
مشارق أنوار العقول
ژانرونه
( قوله سرا وجهرا) انتصبا على التمييز المفسر لإجمال المماثلة في قوله: والتوب مثل الذنب فإن المماثلة هنالك مجملة فسرت بهذا التمييز هنا.
(قوله هكذا قد بينا) الإشارة إلى هذا التمييز أي هكذا قد بين المذكور من تلك المماثلة.
(فالعجب والكبر معا والحسد=
كذا الريا توبتها أن تفقد)
(وهكذا العزم على الكفران =
فالحق أنه من العصيان)
(قوله العجب) تفريع على قوله والتوب مثل الذنب والعجب بضم المعجمة: هو استعظام النعمة والركون إليها مع قطع النظر أنها من الله عز وجل، أما إذا استعظمها بالنظر إلى صدورها من الله تفضيلا عليه وأستر بها لذلك فليس هذا بعجب ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ما يجمعون))([12]) (سببه) صفة كمال في النفس من علم أو جمال أو حسب أو نحو ذلك وهو كبيرة لما في ذلك الحديث الصحيح ((لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر منه))([13]) (العجب) وفي الحديث الرباني قال الله عز وجل ((لولا أن الذنب خير لعبدي المؤمن من العجب ما خليت بين عبدي المؤمن وبين الذنب))([14]) وفي حديث الديلمي: لولا أن المؤمن يعجب بعلمه لعصم من الذنب حتى لا يهم به ولكن الذنب خير له من العجب، وروى الدارقطني ليس بالخير أن يقضي العبد القول بلسانه والعجب في قلبه، وروى أبو الشيخ: شرار أمتي العجب بدينه المرائي بعلمه المخاصم بحجته والرياء شرك.
(وعلاجه) أن يعلم أن تلك النعمة إنما تفضل بها عليه مولاه وأنه هو محلها لا موجدها وليس للمحل شيء من التأثير في الحال، فأنى له أن يعجب بشيء ليس هو من فعله فإن قال: إنه كان هو السبب لوجودها قيل له جعلك سببا لها نعمة أخرى تفضل بها عليك غيرك فليس لك من الأمر شيء، فالواجب عليك شكر المنعم بها لا كفرانه.
مخ ۳۲۵