278

مشارق انوار د عقولو لپاره

مشارق أنوار العقول

ژانرونه

( قوله وهو ما لرد تنزيل ومرسل نما) أي والشرك ما زاد في الكفر حتى انتهى إلى رد تنزيل من عند الله أو رسول من رسل الله، فيشمل التنزيل جميع الكتب السماوية مجموعة وآية آية فإن كل آية منها تنزيل فالراد لشيء منها كالراد لجميعها، ويشمل المرسل جميع الرسل على سبيل البدلية لأن الراد لرسول من رسل الله كالراد لجميعهم، وإذا عرفت أن الراد للتنزيل مشرك والراد للرسل مشرك، عرفت بطريق الأولى أن منكر الصانع ومنكر بعض صفاته الواجبة له مشرك لأنه إن ثبت الشرك برد شيء من أفعاله الجائزة عليه وهي إنزال الكتب وإرسال الرسل كان برد ما هو واجب في حقه أثبت، وللشرك وجوه قال في القواعد (منها) أن ينكر وجود الله سبحانه البتة، كالدهرية الزاعمة أن الأشياء لا محدث لها.

(ومنها): أن يقيم غير الله مقامه في الخلق والإنشاء والاختراع كالمنانية([3]) والديصانية ([4]) الذين يدعون أن الأشياء تكونت من أصلين قديمين وهما النور والظلمة، وكالمجوس الزاعمة أن الأشياء القبيحة مخلوقة للشيطان وما أشبه هذا من مذاهب الملحدة.

(ومنها) أن يقيم الخلق في العبادة مقام الله تعالى كمشركي العرب الذين يعبدون الأصنام ويقولون هي شفعاؤنا عند الله مع إقرارهم بأن الخلق والرزق والإحياء والإماتة لله وحده.

(ومنها): أن يكذب الله تعالى بإنكار حرف من كلامه أو نبي من أنبيائه أو رسله أو ملك من ملائكته وجهلة البعث والمعاد وشكه في وجه من وجوه التوحيد وما أشبه ذلك من جميع ما لا يسع جهله.

مخ ۲۸۸