مشارق انوار د عقولو لپاره

Nooruddin Al-Salmi d. 1332 AH
191

مشارق انوار د عقولو لپاره

مشارق أنوار العقول

ژانرونه

(منها) قوله تعالى((فاعلم أنه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات))([3]) فقرن الأمر بالاستغفار للمؤمنين والمؤمنات بالأمر بمعرفة الوحدانية، والاستغفار ثمرة الولاية، وفي اقتران الأمرين تنبيهان أحدهما بيان وجوب الأمرين إذ لا معنى لوجوب الأمر الأول وندبية الأمر الثاني مع عدم قرينة تدل على صرفه عن حقيقته، وثانيها بيان وجوب الولاية على جميع المكلفين، كما أن معرفة الوحدانية واجبة عليهم جميعا وكفى بها دليلا لمن ألقى السمع وهو شهيد.

(ومنها) قوله تعالى ((فبايعهن واستغفر لهن الله))([4]) في الأمر بالاستغفار لهن أمر بولايتهن وإذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام بأمر شمل الأمة شرعا إلا بدليل يخصه ولا دليل هنا على التخصيص.

(ومنها) قوله تعالى ((إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أوليا بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير. والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))([5]).

والاستدلال بهذه الآية على وجوب الولاية من وجهين أحدهما قوله تعالى ((وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)) فقد ألزمهم النصر في الدين والنصر في الدين هو عين الولاية الشرعية.

وثانيهما قوله تعالى ((إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) أي إن لم تفعلوا ما فرض عليكم من موالاة المؤمنين ومناصرتهم ومعاداة الكافرين ومباعدتهم تكن فتنة في الأرض باستيلاء الكفار على المسلمين، وفساد كبير بظهور الشرك على الإسلام وقد كلفوا درء المفاسد ما استطاعوا وألزموا قمع الشرك ما قدروا، ومجاهدة الكفار ما أمكنهم وبإيجاب ما ذكرنا ثبت وجوب المولاة والمناصرة للمؤمنين والمعاداة والمباعدة للكافرين، ففي الآية مع الاستدلال على وجوب الولاية الاستدلال على وجوب البراءة أيضا.

مخ ۲۰۱