مشارق انوار د عقولو لپاره
مشارق أنوار العقول
ژانرونه
كفر نعيم إن تأول ظهر)
(وإن يكن بغير ذا تأول=
فذاك شرك أي أشد منزل)
(لأنه مخالف الكتاب =
وسنة الرسول والألباب)
(كليس للظلام من حميم=
ولا شفيع من لظى الجحيم)
(قوله شفاعة الرسول للتقي) أي شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مقصورة على التقي من المكلفين، والتقي: هو من جانب المحرمات وأدى الواجبات فلا شفاعة لغيره من الأشقياء لقوله تعالى ((ولا يشفعون إلا لمن ارتضى))([1]) وقوله ((واتقوا يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة))([2]) وقوله ((فما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع))([3]) وهذه الآيات عامة كما رأيت ففي الأولى تصريح بأن الشفاعة مقصورة على من ارتضاه الله، وفي الثالثة دليل على نفيها عن الظالم وهو اسم لكل من ظلم نفسه أو ظلم غيره، فلا تخص المشركين كما زعموا، فإنها وإن كان سبب نزولها فيهم فلا عبرة بخصوص السبب مع عموم اللفظ، ويعضد هذه الآيات ما سيأتي من الأدلة القاطعة في تخليد أهل الكبائر فإنهم متى ما ثبت تخليدهم في النار بالقطعيات الآتية انتفت عنهم الشفاعة في الموقف ضرورة، فإن من ثبتت له الشفاعة في دخول الجنة لا يدخل النار فضلا من أن يخلد فيها، وخالفت الأشاعرة فيها فأثبتوها لأهل الكبائر تعويلا على حديث رووه ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي))([4]) ويجاب بوجوه.
(أحداهما): إنه خبر واحد لا يعارض القطعي.
(وثانيها): إنه عارضته رواية مثلها ونصها ((لا تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي))([5]) فهذه بتلك على أن هذه قد عضدها الكتاب وتلك قد خالفته فوجب. أما القول بوضع تلك الرواية كما ذهب إليه المحقق الخليلي رحمه الله قائلا إنه لو كانت الشفاعة لأهل الكبائر لتقرب إليه المتقربون بالكبائر.
مخ ۱۲۱