============================================================
الولوكان علي جهاد لجاهدت قال: وناولتني الشكال.
اوقالت: اعلم يا أبا قدامة أن زوجي لما قتل خلف لي غلاما من أحسن الشباب وقد تعلم القرآن والفروسية والرمي عن القوس، وهوقوام بالليل صوام ال النهار، وله من العمر خمس عشرة سنة، وهو غائب في ضيعة خلفها له آبوه ف لعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى الله عز وجل، وأنا أسألك بحرمة الإسلام لا تحرمني ما طلبت من الثواب، قال: فأخذت الشكال منها فإذا هو مضفور من شعر رأسها، فقالت: القه في بعض رحلك وأنا أنظر إليه ليطمئن ال قلبي، قال: فطرحته في رحلي وخرجت من الرقة ومعي أصحابي، فلما صرنا عند حصن مسلمة بن عبد الملك إذا بفارس يهتف من ورائي: يا أبا قدامة قف (46/] على قليلا يرحمك الله فوقفت وقلت لأصحابي: تقدموا أنتم حتى آنظر من هذا، وإذا بالفارس قد دنا مني وعانقني، وقال: الحمد لله الذي لم يحرمني صحتك ولم يردني خائبا، قلت: حبيبي آسفر لي عن وجهك، فإن كان يلزم ل مثلك غزو أمرتك بالمسين، وإن لم يلزمك غزو رددتك، فأسفر عن وجهه فإذا اا غلام كأنه القمر ليلة البدر وعليه اثار النعمة قلت: حبيبي لك والد؟ قال لا، ابل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي، لأنه استشهد فلعل الله أن يرزقني الشهادة كما رزق آبي، قلت: حبيبي لك والدة؟ قال: نعم، قلت: اذهب إليها الا استأذنها فإن أذنت وإلا فأقم عندها، فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد لأن الجنة تحت ظلال السيوف(1)، وتحت أقدام الأمهات(2).
اقال: يا أبا قدامة أما تعرفي؟ قلت: لا، قال: أنا ابن صاحبة الوديعة، الا ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكال، وأنا إن شاء الله الشهيد اا بن الشهيد، سألتك بالله لا تحرمني الغزو معك في سبيل الله، فإني حافظ لكتاب الله، عارف بسنة رسول الله يلة، عارف بالفروسية والرمي، وما خلفت ورائي افارس مني، فلا تحقرني لصغر سني، وإن أمي قد أقسمت علي أن لا أرجع، وقالت: (1) اقتباس من حديث تقدم تخريجه برقم170 (2) اقتباس من حديث تقدم تخريجه برقم 171 286
مخ ۲۸۷