142

مشاهد ممالک

مشاهد الممالك

ژانرونه

مالطة ظريفة زهرة العالم.

مالطة صبيحه فلور دلموندو.

كيف حالكم اليوم؟

كيف احنا الوم؟

وهذا أنموذج من شعرهم:

كل من يحب في هذه الدنيا لياليه دائما مقلقة

كول من يحوب فدين الدنيا ليلو دجم بلا مستريحه

المحبة تضيع له نعاسه ولا تكون أفكاره رائقة

آل محبة أتلفوا نعاسه قط محه تحليه مرتاحه

ومع أن المالطيين عامة أهل ولاء للدولة الإنكليزية وهم يفخرون بالانتماء إليها، إلا أنهم لم يتمثلوا بالإنكليز في شيء من عوائدهم وأخلاقهم، وقد ظهر هذا للمستر تشامبرلن سنة 1900 حين زار مالطة، وهو وزير المستعمرات الإنكليزية، وساءته قلة المتكلمين بلغة قومه في بلاد لهم من زمان طويل، فأصدر أمرا بإكراه المالطيين على استبدال الطليانية بلغة إنكلترا في الرسميات، وجعل موعدا لهذا الإبدال آخره بعد ثلاث سنين، فاشتد هياج المالطيين لذلك، وقام كبار الموظفين منهم كالقضاة والمحامين والمأمورين الذين لا يعرفون الإنكليز، وكثرت آيات اعتراضهم في المجالس البلدية والمظاهرات ضد الحاكم العام والوزير تشامبرلن مدة سنتين، حتى اضطر هذا الوزير إلى الرجوع عما أراد مع اشتهاره بمضاء العزم وميله الشديد إلى توحيد المصالح واللسان في كل المستعمرات الإنكليزية، وكانت جرائد إيطاليا كلها معضدة للمالطيين في نفوذهم وهياجهم حتى إذا اشتدت الأحوال، قال الوزير تشامبرلن في مجلس النواب إنه رأى أن منشوره قد يعكر صفاء الود بين إنكلترا وإيطاليا، فهو أبطله محافظة على وداد الدولتين ومراعاة لأميال المالطيين، فهدأ بال أهل الجزيرة وشكرت حكومة الطليان لوزارة إنكلترا هذا الصنيع الودي على لسان السفير. وفي هذه الحادثة دليل على استقلال نفوس المالطيين، وحبهم الشديد للوطن ولتقاليد الآباء والأجداد، وهم اشتهر عنهم قول معناه أن مالطة حلوة، وهي زهرة العالم وبالمالطية «مالطة حنينه فيور دل موندو»، وعندي أن عدم سيادة الآراء الإنكليزية في هذه الجزيرة ناشئ عن تنحي الإنكليز من الاختلاط بالآخرين، فلو أن حكوماتهم وجمعياتهم عنيت بإنشاء المدارس الإنكليزية في مالطة، ولو أنهم أكثروا من الاختلاط بأهلها، لما بقي هذا البعد الباعد بين الحاكمين والمحكومين.

ناپیژندل شوی مخ