فهي مدينة قنسرين «١٤٥» العظيمة وهي مستقر السلطان، وهي مدينة جليلة عامرة آهلة، حسنة المنازل، بسور عليها من حجر، وفي وسطها قلعة على جبل وسط المدينة لا ترام، ليس لها إلا طريق لا مقابلة عليه، وعلى القلعة أيضا سور حصين؛ وشرب أهل حلب من نهر على باب المدينة يعرف بقويق، ويكنّيه أهل الخلاعة أبا الحسن. وأعمال قنسرين كلها ومدينة حلب فتحت صلحا.
وقال: فأمّا الأقاليم التي هي منها، فإن من الإقليم الرابع حلب، وعرضها أربع وثلاثون درجة، فأما أهلها فهم أخلاط، من الناس من العرب والموالي، وكانت بها خطط لولد صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، وتأثلت لهم بها نعمة ضخمة، وملكوا بها نفيس الأملاك، وكان منهم من لحقت بقيتهم بنو القلندر فإنني شاهدت لهم نعما ضخمة، ورأيت لهم منازل في نهاية السرو «١٤٦» .
وكان بها أيضا قوم من العرب يعرفون ببني سنان، كانت لهم نعمة ضخمة. وسكنها أحمد بن كيغلغ وبنى بها دارا معروفة إلى الآن؛ وملك بها بدر غلامه ضياعا نفيسة، فأتى على ذلك كله الزمان، وسوء معاملة من كان يلي أمورهم، لأنه لم يكن بالشام مدينة أهلها أحسن نعما من أهل حلب، فأتى على ذلك كله، وعلى
1 / 84