============================================================
(المسألة السابعة عشرة] مسالة قوله تعالى من شر الوسواس الخناس) (1) إذا جعل التقدير فيه : من شر ذي الوسواس، أو صاحب الوسواس، فخذف المضاف في اللفظ، وأقيم المضاف إليه مقامه، احتمل وجهين : أحدهما : أن يكون الفاعل بعد حذف المضاف على ما كان قيل الحذف ، وعلى هذا قولهم : صلى المسجد ، ويطؤهم الطريق(2)، و{ وسل القرية(3) ، المعنى في ذلك بعد الحذف على ما كان قبل من أن الفاعل : الأهل، كأنه : يطؤهم أهل الطريق ، وصلى أهل المسجد ، وسل أهل القرية.
والآخر : أن يجعل الاسم بعد حذف المضاف إذا كان غير عين بمنزلة العين ، وذلك إذا أريد به المبالغة وكثرة المعاناة للشيء والمجاولة له (4) . يدل على ذلك أنهم قالوا (5) : شعر شاعر ، وموت مائت ، ووتد واتد (6)، فكما جعلوا المعنى (1) سورة الناس :4.
(2) الكتاب 1 213 و3: 247، 478.
(3) سورة يوسف : 82. وهذه قراءة ابن كثير والكسائي كما في السبعة ص 232 والإقناع ص 129، والمبسوط ص 156 والنشر1 : 414 ، وزادا أنها قراءة خلف من العشرة .
وقرأ الباقون { واسأل القرية} . والمضاف المحذوف في هذه الآية هو المفعول لا الفاعل : وانظر الكتاب 3: 247.
(4) له : ليس في س: (5) س : يدل على ذلك قولهم (6) ووتد واتد : ليس في س:
مخ ۲۱۹