152

============================================================

أراني إذا مابت بت على هوى فيم إذا أصبحت أصبحت خاليا إذ (لم) زائدة ، وقد اجتمع حرفان لمعنى واحد- وهو العطف - لأن جواب الجزاء قد تقدم، وهو قوله "بت على هوى)، فحصلت الفاء عاطفة، فلابد من أن تكون إحداهما زائدة ، وأن تكون (يم) أشبه ؛ لأن ما جاء مزيدا من الحروف في تضاعيف الكلم أكثر مما زيد منها في أوائلها دون تضاعيفها فأما قوله { لا أقسم بيوم القيامة ) (1) فمن الناس من يقول : إن (لا) رد لكلام، ونفي له، واستؤنف القسم بعد. ومنهم من يقول : إنها زائدة ؛ لأن القرآن مجاؤه مجاز سورة واحدة وكلام واحد، واستدلوا على ذلك بأن الشيء منه يجيء في سورة ، فيجيء جوابه في سورة أخرى، كقوله ( وقالوا مجنون وازدجر}(2)، فجاء جواب ذلك في سورة أخرى، فقال { ما أنت بنعمة ربك مجنون (2) ، فلذلك - زعموا- جاز لحاق الزيادة أول السورة ، كما جاز 179 الحاقها في تضاعيفها. فأما قوله ({ فلا أقسم بمواقع النجوم (4) ف(لا) فيه زائدة ، كقوله { وإنه لقسم لؤ تعلمون عظيم} (5).

فلو قال قائل : إن (ثم) زائدة، كما قال أبو الحسن في الآية الأخرى ، فيكون قوله {اهتدى} بعد تقدير زيادة (يم) على تقديرين (1): أحدهما : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا إنسانا مهتديا.

(1) سورة القيامة : 1. انظر الأقوال فيها في معاني القرآن للفراء * : 207 ومجاز القرآن 2: 277 ومعاني القرآن وإعرابه5: 251.

(2) سورة القمر: 9.

(3) سورة القلم: 2.

(4) سورة الواقعة: 75.

(5) سورة الواقعة: 26.

(2) كذا !وقد ذكر تقديرا واحذا:

مخ ۱۵۲