سَنَام الْبَعِير المُقَطَّع وَغَيره مِمَّا غلب عَلَيْهِ السّمن. وَقَوله: (مل نيب) أَصله من النيب، جمع نَاب: وَهِي النَّاقة، سُمِّيت بذلك لأنّها (١) يسْتَدلّ على عمرها بنابها. وحُذِف نون (٢) (من) لأنّه أَرَادَ التَّخْفِيف حِين التقى المتقاربان، وهما النُّون وَاللَّام، لتعذر (٣) الْإِدْغَام لأنّ اللَّام سَاكِنة. وَنَظِيره قَوْلهم فِي بني الْحَارِث: بلحارث، وَهُوَ شَاذ (٤)، وَالَّذِي فِي الْبَيْت أشذُّ مِنْهُ لأنّ شَرط هَذَا الْحَذف أَن لَا تكون اللَّام مدغمة فِيمَا بعْدهَا فَلَا يُقال فِي بني النجار وَبني النَّضير (٥): بنجار وبنضير (٦) . وعلَّل (٧) ابْن جني ذَلِك بِكَرَاهَة توالي الإعلالين، فإنّ اللَّام قد أُعِلَّت بإدغامها فِيمَا بعْدهَا، فَمَتَى أُعِلَّت النُّون الَّتِي قبلهَا بالحذف توالى الإعلالان (٨) . وَقد يُردّ بأنّ ذَلِك إنّما يُتجنب فِي الْكَلِمَة الْوَاحِدَة، ويُجابُ بأنَّ كلًاّ من المتضايفين وَالْجَار وَالْمَجْرُور كالكلمة الْوَاحِدَة وأُعطيا (٩) حكمهمَا. وَقَوله: (غرّا) حَال من النيب، وَهُوَ جمع غرّاء كحمراء وحمر وسوداء
_________
(١) ح: لِأَن هـ.
(٢) ب: مجرور من.
(٣) ح: وَتعذر.
(٤) قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي الْكتاب ٢ / ٤٣٠: (وَمن الشاذ قَوْلهم فِي بني العنبر وَبني الْحَارِث: بلعنبر وبلحارث بِحَذْف النُّون. وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ بِكُل قَبيلَة تظهر فِيهَا لَام الْمعرفَة) .
(٥) ب، ح: النظير: بالظاء، وَهُوَ تَحْرِيف (ينظر: مُخْتَصر الْفرق بَين الضَّاد والظاء ٥٥، الارتضاء فِي الْفرق بَين الضَّاد والظاء ١٤٧، الاعتضاد فِي الْفرق بَين الظَّاء وَالضَّاد ٥٢) .
(٦) قَالَ الْمبرد فِي المقتضب ١ / ٢٥١: (وَمِمَّا حذف اسْتِخْفَافًا لِأَن مَا ظهر دَلِيل عَلَيْهِ قَوْلهم فِي كل قَبيلَة تظهر فِيهَا لَام الْمعرفَة، مثل بني الْحَارِث وَبني الهجيم وَبني العنبر: هُوَ بلعنبر وبلهجيم. فيحذفون النُّون لقربها من اللَّام، لأَنهم يكْرهُونَ التَّضْعِيف، فَإِن كَانَ مثل بني النجار والنمر والتيم لم يحذفوا، لِئَلَّا يجمعوا عَلَيْهِ علتين: الْإِدْغَام والحذف) .
(٧) ب: قَالَ.
(٨) ب: الإعلال.
(٩) ح: وَأعْطِي حكمهَا.
1 / 38