============================================================
بسر الله ادرحمن الرحيه قال سيبويه: زعموا أن أبا عمرو قرأ: يا صالح يتنال [الأعراف: 77] جعل الهمزة ياع ثم لم يقلبها واوا. ولم يقولوا هذا في الحرف الذي ليس منفصلا، وهذه لغة ضعيفة، لأن قياس هذا أن يقول: يا غلام وجل(1).
قال ابوهلي أيده الله: والقول في ذلك: أن الفاء من (أتى) همزق فإذا أمر منه، أدخلت همزة الوصل على التي هي فاع فاحتمعت همزتان، فقلبت الثانية بحسب الحركة التي هي على الأولى، فصار: أيت، وهذه الهمزة إذا اتصل الفعل الذي هي فيه بكلام قبله سقطت، فإذا سقطت، فلك في التي هي فاء ضربان: إن شيت تركتها مبدلة، وإن شئت حققتها.
أما وجه التحقيق، فإنك إنما كنت خفت لاجتماع الهمزتين، فلما زالت العلة التى ها أبدلت، عادت محققة، هذا وجهه، وهو قياس إلا أن الوجه الآخر أشبه بمذاهب العربية وطرقها، ألا ترى: أنك تحد الأفعال يلزم بعضها اعتلال في موضع لعلة، فإذا زالت تلك العلة أجري السائر في الاعتلال وإن خلا من العلة- محرى ما فيه العلة، وذلك نحو: تعد، ويكرم(2) ويقول، وما أشبهه، فكذلك ينبغي أن تترك الهمزة اليي هي فاء في الأمر من (أتى) مخففة. فهذا ححة أبي عمرو، وعلى هذا تحمل قراءته: ؤمنون} [البقرة: 3]، مخففة. لم يخفف الهمزة من (يؤمنون) بعد أن تكلم ها مخففة، كقولك: جؤنة(2)، ثم تقول: جونة، ولكنه خفف الهمزة في (آمن)، لاجتماع الهمزتين، وكذلك في (أومن). ثم انتظم (1) الكتاب 358/2. وهذه المسألة موجودة في كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجاج 244/1.
(2) أصله: توعد، حذفوا الواو حملا على حذفها في: يوعد حيث وقعت الواو يين الياء والكسرة وهذا ثقيل على لسافم، فخففوه بحذف الواو. وكذلك حذفوا الهمزة من يأكرم حملا على حذف الهمزة في ااكرم.
(3) الجؤنة: سلة مستديرة مغشاة أدما، يجعل فيها الطيب والثياب.
مخ ۹