============================================================
المسائا المشكلة المضارع ما في الماضي اللازم فيه القلب، لاجتماع الهمزتين فيه ما خلا همزة (أفعل) الزائدة، فصادف حرف المضارعة المضموم الألف المنقلبة عن الهمزة التي هي فاء ساكنة، فقلبها واوا، فخفف (يؤمنون) على هذا اتباعا لبعض الفعل بعضا، لا على التخفيف في (حؤنة)، وإن كانت اللفظتان متفقتين، فعلى هذا أيضا لم يحقق الهمزة، في (ايتنا) من قولك: يا صالح ثتنا، ولم يقلب الياء المنقلبة عن الهمزة التي هي فاء واوا، وإن كانت ساكنة مضموما ما قبلها، وشبهها بقيل في الإشمام.
فقال سيبويه: هذه لغة رديئة، يلزم من قالها أن يقول: يا غلام وحل. يريد أنه لا يقلب الياء الساكنة المضموم ما قبلها واوا، كذلك لا يلزمه إلا أن يقلب الواو الساكنة المكسور ما قبلها ياع وهذا الذي ألزمه إياه في قراءته (يا صالح يئتنا)، من قوله: يا غلام وحل، لا يقوله أحد.
وأخبرني أبو بكر محمد بن السري، قال: أخبرنا أبو العباس أن أبا عثمان قال: لا يلزم أبا عمرو ما ألزمه سيبويه من قوله: يا غلام وحل، وذلك أنه قاس قوله: (يا صالح ائتنا) على شيء موجود مثله، وذلك قولهم: قيل، وسيق. وليس في الكلام متصلة ولا منفصلة، مثل: يا غلام وجل، لا مخفف الحركة ولا مشمومها، فلا يلزمه: يا غلام وحل، وقد ثبت قوله: (يا صالح يتنا)، قياسا على ما ذكرناه.
قلت أنا: فالقراءة بتخفيف الهمزة، وإيدالها في قوله تعالى: للأومنهم من يقول ائذن لي [التوبة: 49] مثل: (يا صالح يتنا) وللافليؤد الذي ائتمن [البقرة: 283] وما أشبه هذا أقوى عندي في العربية، لما ذكرت. فأما قوله: فأتنا بما تعدتا [الأعراف: 70] (قأت بآيةل [الشعراء: 254] ونحو هذا من المفتوح، فليس كذلك.
-2 ذكر سيبويه قولهم: عزويت، في إثر كلم، التاء فيها زائدة ليست من أصول الكلم، فقال: وكذلك عزويت، لأنه ليس في الكلام فعويل، قال ابوعلي ايده الله: فقلت أنا في شرح ذلك: لا يخلو قولهم: عزويت، من أن يكون وزنه: فعليت، أو فعويل، أو فعليل، فلا يجوز أن يكون فعويلا، لأن (فعويلا) بناء لم يجى في الأمثلة
مخ ۱۰