============================================================
المسائا المشكلة ولا يجازى إلا على أمر معلوم (1) كونه، كقولك: إذا احمر البسر حيتك، وعلى هذا *{اذا السماء الشقت و(إذا جاءك المنافقون) [المنافقون: 1]، ونحوهما مما هو كائن لا محالة.
ولو جوزي في هذه الأسماء المؤقتة بلإن) لم يجز، كما لو جوزي بالأشياء غير المؤقتة برإذا) لم يسغ، فلمفارقة (إذا) لرإن) في هذا الذي ذكرناه، فارقتها أيضا في انحزام الفعل بعدها إلا في ضرورة الشعر.
فإذا جوزي ها ضرورة، جاز أن ينتصب بالفعل الذي هو شرط كما ينتصب سائر الأسماء التي يجازى ها به، نحو: من تضرب اكرمك. ومتى تخرج فلك درهم، فإذا لم يجاز ها كان موضعها نصبا بالفعل الذي هو جواب، أو بفعل قبلها، ولا يجوز أن ينتصب سائر الأسماء التي يجازى ها بفعل قبله، لأن الجزاء ينقطع مما قبله انقطاع الاستفهام وما أشبهه منه.
وإن خمل الفعل في الآية بعد (إذا) على أنه في موضع جزم باإذا) اعترض فيه ضرورة أخرى، وهي أنه لا حواب لها بالفعل، ولا بالفاء، ولا بلإذا)(2).
فإن قلت: أقدر حذف الفاء من قوله: (ايكم لفي خلق جديد)، فذلك يجوز في ضرورة الشعر.
فإذا لم يحز أن يكون موضع (إذا) نصبأ (ينبيكم)، ولا بقوله (مزقتم)، ولا بقوله (حديد)، لم يكن بد من ناصب لرإذا) إذ لا يجوز أن تبقى متعلقة غير معمول فيها، وذلك الناصب فعل مضمر يدل عليه قوله: (ائكم لفي خلق جديد) كأنه في التقدير: ينبعكم إذا مزقتم كل ممزق وبعثتم، أو ثثرتم، أو ما أشبه ذلك، من الأفعال التي تكون قوله: إلكم لفي خلق جديدل دالا عليه، ومفسرا له.
وإن قدر هذا الفعل قبل (إذا) كان سائغا فيكون (ينبمكم): يقول لكم: ثبعثون إذا مزقتم كل مزق، ويكون حواب (إذا) على هذا التقدير مضمرا، كأنه تبعثون إذا مزقتم كل ممزق بعثتم. فيستغى عن إظهار هذا الجواب مع (إن)، إذا تقدمها ما يدل (1) قال في المقتضب 5/2ه: وإنما منع (إذا) من أن يجازى ها، لأها مؤقتة وحروف الجزاء مبهمة.
(2) يقصد بإذا هنا: (إذا) الفحائية التي تقوم مقام فاء الجواب، مثل: قوله تعالى . (وإن تصبهم سئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون). انظر: الكتاب 435/1.
مخ ۷۲