============================================================
المسائا المشكلة فلما عمل الفعل فيما بعد هذه اللام، غلم من ذلك أها ليست الي تدخل في خبر (إن) الشديدة.
وليست هي أيضا التي تدخل على الفعل المستقبل والماضي للقسم نحو: ليفعلن، ولفعلوا. ولو كانت تلك للزم الفعل الذي تدخل عليه إحدى النونين(1)، فلما لم يلزم علم أها ليست إياه، قال تعالى: إن كاد ليضلنام، (وإن كانوا ليقولون) فلم تلزم النون.
وحكى سيبويه: أن هذه النون قد لا تلزم الفعل المستقبل في القسم فيقال: والله لتفعل. وهم يريدون: لنفعلن، قال: إلا أن الأكثر على ألسنتهم ما أعلمتك، يعني من دخول إحدى النونين.
فلا ينبغي أن تقول: إن هذه اللام هي التي في (ليفعلن)، فتحمل الآي التي تلونا على الأقل في الكلام، على أن هذه اللام لو كانت هذه الي ذكرنا أها للقسم، و تدخل على الفعل المستقبل والماضي، لم تدخل على الأسماء في مثل: { إن كنا عن عبادتكم لغافلين [يونس: 29]، وإن قتلت لفارسا، لأن تلك تختص بالدخول على الفعل الماضي والمستقبل المقسم عليه، أو ما يتصل هما، نحو: (إلى) من قوله: لإلإلى الله تحشرون[آل عمران: 158](2).
والدليل على ذلك أها لا تعلق الأفعال الملغاة قل (إن) إذا وقعت في خبرها، كما تعلقها التي تدخل على الأسماء فقد ثبت بما ذكرنا أن هذه اللام الداخلة على خبر (إن) المخففة ليست التي تدخل في (إن) المشددة، ولا هي الي تدخل على الفعل المستقبل والماضي في القسم. لكنها تلزم (إن) هذه لتفصل بينها وبين التي بمعنى (ما) النافية.
ولو أدخلت شيئا من الأفعال المعلقة على (أن) المكسورة المخففة من الثقيلة، وقد نصبت ها واللام في خبرها، لم تعلق الفعل قبلها من أجل اللام كما تعلقه مع لام الابتداع لأن هذه اللام قد ثبت أها ليست تلك فإذا لم تكن تلك، لم تعلق (1) يقصد بالنونين، النون الثقيلة والخفيفة.
(2) قال العكبري في التبيان في اعراب القرآن 305/1: (لإلى الله): اللام جواب قسم محتوف، ولدخوها على حرف الجر، جاز أن يأبي (يحشرون) غير مؤكد بالنون، والأصل: لتحشرون إلى الله.
مخ ۵۵