============================================================
المسائا المشكلة أصلها التأكيد، وزال المعنى الذي كان له امتنع من الدخول على الفعل وهو شبهها به(1)، ولزوال شبهها بالفعل اختير في الاسم الواقع بعدها الرفع وجاء اكثر القراءة على ذلك كقوله: *اوإن كل لما جميع لدينا مخضرون) و*(إن كل نفس لما عليها حافظلافمن حيث اختير الرفع في الاسم الواقع بعده جاز دخولها على الفعل في الآي التي تلونا(2) وغيرها.
فأما اللام التي تصحبها مخففة فهي لأن نفرق بينها وبين (إن) التي تحيء نافية بمعنى (ما)، كالتي في قوله تعالى: ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيهل [الأحقاف: 26) (3)، وليست هذه اللام بالتي تدخل على خبر (إن) المشددة التي هي للابتداء، لأن تلك كان حكمها أن تدخل على (أن) فأخرت إلى الخبر ، لئلا يجتمع تأكيدان، إذ كان الخبر هو المبتدأ في المعنى، أو ما هو واقع موقعه وراجحع إليه.
فهذه اللام لا تدخل إلا على المبتدأ أو على خبر (إن)، إذ كان إياه في المعنى أو متعلقا به، ولا تدخل على شيء من الفعل إلا على ما كان مضارعا، واقعا في خبر (إن)، وكان فعلا للحال، وقد قدمنا ذكر ذلك في هذا الكتاب.
فإذا لم تدخل إلا على ما ذكرنا لم يجز أن تكون هذه اللام التي تصحب (إن) الخفيفة إياها، إذ لا يجوز دخول لام الابتداء على الفعل الماضي، وقد وقع بعد (إن) هذه الفعل، نحو إن كاد ليضلنا ،( وإن وجدنا اكثرهم لفاسقين) [الأعراف: 102]. وقد جاوزت الأفعال الواقعة بعد (إن) فعملت فيما بعد اللام. ومعلوم أن لام الابتداء الي تدخل في خبر (إن) الشديدة لا يعمل الفعل الذي قبلها فيما بعدها، وذلك قوله:( إن كيا عن عبادتكم لغافلين ) [بونس: 29] . وقول القائل: هبليك أمك إن قتلت لفارسا حلت عليك عقوبة المتعمد(4) (1) تقدم بيان وجه المشاهة؛ وهو إحداثها الرفع والنصب.
(2) وهي قوله تعالى: لاوإن كانوا ليقولون} و{ إن كاد ليضلنا.
(3) قال العكبري: (إن) بمعنى (ما) النافية، وقيل: (إن) زائدة، أي: في الذي مكناكم. انظر: التبيان في إعراب القرآن 1158/2.
(4) البيت منسوب إلى عاتكة بنت زيد وهي ترئى زوجها الزبير وروى البيت بروايات مختلفة.
مخ ۵۴