وكانوا قبيلًا، ومن عاندهم من الكافرين والمنافقين قبيلًا، قال ﴿من بعد ما كاد﴾ أي: كاد القبيل تزيغ قلوب فريق منهم، كما قال:
إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت ... حبال الهويني بالفتى أن تقطعا
وأما رفع القلوب على "كاد" و"تزيغ" حالًا، فيدل على صحته قول العجاج:
إذا سمعت صوتها الخرارا ... أصم يهوي وقعها الصرارا
ألا ترى أنه قد قدم "يهوي" على "وقعها" وهو في موضع "هاويًا". وهذا يدل على جواز تقديم الحال من المظهر.
والبغداذيون يسمون هذا الضمير المفسر بالجمل "المجهول". ونرى أنهم سموه مجهولًا لأنه أضمر قبل أن يذكر، وإنما يعرف الضمير إذا تقدمه ذكر، فلما لم يتقدم هذا الضمير مظهرٌ كان مجهولًا إلى أن يبين بالتفسير.
ومذهب سيبويه في قوله ﴿ولم يكن له كفؤًا أحدٌ﴾ أن انتصاب