وجوب الاعتصام بالقرآن والسنة
ولأبي بكر بن أبي شيبة، وعبدِ بن حُميد في مسنديهما، عن زيد بن ثابت
﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: إني تارك فيكم ما إن تسمكتم به لن تضلوا، الخليفتَيْن: كتاب الله، وعتْرَتِي، وأنهما لن يفترقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوضَ، فانظر كيفِ تَخْلُفوُني فيهما.
وروى من أوجه كثيرة عن عِدة من الصحابة، ﵃ في
خطبة حَجة الوداع، أنه ﷺ قال: وقد تركت فيكم أيها الناس ما إن اعتصمتم به، لن تضلوا، كتابَ الله وسُنَةَ نبيه.
وروى البزار بإسناد ضعيف، عن أبي هريرة ﵁ بلفظ: إني
خَلَّفت فيكم شيئين لن تضلواِ بعدهما أبدًا ما أخذتم بهما: كتاب الله وسُنَتي.
لن يفترقا حتى يَرِدَا عليَّ الحَوْض.
ولأبي نعيم بإسناد ضعيف، عن أبي سعيد الخُدري ﵁ قال:
خرج علينا رسول الله ﷺ في مرضه الذي تُوفًي فيه، ونحن في صلاة الغداة فقال: إني تركت فيكمِ كتابَ الله وسُنتي، فاستَنْطِقُوا القرآنَ بسنتي، فإنه لن تعمى أبصارُكم، ولن تزِلَّ أقدامكم ما أخذتم بهما.
واستتدل أبو نعيم بذلك على أنه أراد بقوله: وعِتْرتي، سنَتَهُ وبَيَانَهُ
للقرآن.
وعترته من أعلم الناس بأحواله وأفعاله، وأحكامه وسنته، فلذا حضَّ
على الاقتداء بهم، والأخذ عنهم.