238

د مصطفی او مرتضی د خبرونو څخه کتاب المصابيح

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى

ژانرونه

تاريخ

[188] أخبرنا ابن عافية بإسناده عن عبد الله بن الحسن عليه السلام أن علي بن الحسين عليه السلام قال: صبحتنا الخيل يوم الجمعة، فدعا الحسين بفرس رسول الله وهو المرتجز، فركبه ثم رفع يده، فقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم يضعف به الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك، وشكوته إليك، رغبة فيه إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته، أنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة، يا أرحم الراحمين.

ثم عبأ أصحابه وعبأ عمر بن سعد كذلك، فكان أول من رمى ابن سعد، ثم أصحابه حتى غلب الحسين عليه السلام على عسكره، فركب المسناة يريد الفرات، فقال شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله): ويلكم حولوا بينه وبين الماء.

ودنا ليشرب، فرماه حصين بن تميم -لعنه الله- بسهم فوقع في فمه، فجعل يتلقى الدم، ويرمي به إلى السماء، ويقول: اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تذر على الأرض منهم أحدا.

ثم إن شمرا أقبل في الرجالة نحوه، فجعل الحسين يشد عليهم، فينكشفون عنه، وعليه قميص خز، وكان عبد الله بن عمار بن عبد يغوث يقول: والله ما رأيت مكثورا قط قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا منه، ولا أمضى جنانا، ما رأيت قبله ولا بعده مثله، إن كانت الرجال تنكشف عن يمينه وعن يساره انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب.

قال: ومكث طويلا من النهار وكل يتقي أن يقتله، فإذا شمر يقول: ثكلتكم أمهاتكم ما تنتظرون بالرجل؟ اقتلوه، فحمل عليه سنان بن أنس بن عمر النخعي في تلك الساعة، فطعنه بالرمح فوقع، ثم قال لخولي بن يزيد بن الأصبحي: حز رأسه، فأراد ذلك فضعف وارتعد. فقال له سنان: فت الله عضدك وأبان يدك، فنزل إليه فذبحه، ورفع رأسه إلى خولي بن يزيد.

«وروي أنه لما قتل الحسين عليه السلام سمع هاتف في الجو يقول:

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب»

مخ ۳۳۶