321

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرونه

علوم القرآن

وقوله: ((أنزلنا)) أهبطنا ((من المعصرات ماء ثجاجا)) ومعنى ((ثجاجا)) أي كثيرا جرارا، قوي السيلان كثير الهطلان، يثج في الأرض ثجا، ومعنى يثج ثجا: أي يدفع دفعا كثيرا إتيانه معا وتدافع سيوله جميعا، يعضد بعضه بعضا، ويقوي كل آخر منه أولا، فهو لتلاحقه وكثرته يثج ثجا، ويتدافع تدافعا، ويتحامل على ما لقيه من الأرض تحاملا يقلع بتحامله وثجه كل ما نبت من الأشجار في مجراه، أو اعترض له في وجهه.

ثم قال سبحانه: ((لنخرج به حبا ونباتا (15) وجنات ألفافا (16))) فأخبر سبحانه أنه أنزل هذا الماء ليخرج به ما ذكر

ومعنى نخرج به: هو ننبت به، ونجعل منه وببركته، والحب: فهو كل حب يؤكل أو ينتفع به مما يتولد في أشجار الأرض بالماء كائنا ما كان من الأشياء.

((ونباتا)) فهو ما كان غير الحب من أوراق الأشجار المختلفات من أفنان الحشيش النابتات، وغير ذلك من زاهرات الأرض المورقات.

مخ ۳۳۶