320

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرونه

علوم القرآن

ثم قال: ((وجعلنا سراجا وهاجا (13))) والسراج الوهاج: فهو ما جعل الله من الشمس والقمر النيرين، السراجين الوهاجين، وما جعل من النجوم الوهاجة المتوقدة، فأضاء ما بين المهاد وبين السبع الشداد من الهواء المدلهم المتكاثف المظلم بمنور السراج الوهاج، الذي جعله في الليل والنهار سراجا، والسراج: فهو المضيء المنور، الذي يسرج بضوئه وينير؛ لأن معنى السراج: فهو المضيء المنير، تقول العرب: أسرج السراج، تريد نوره وأضائه، واجعل فيه نورا ساطعا حتى يكون بتنويره سراجا وهاجا، والوهاج: فهو المتوقد الملتهب.

ثم قال: ((وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا (14))) والمعصرات: فهن السحاب المثقلات العاصرات لما فيهن من الماء، وعصرهن للماء حبسهن وحملهن له وإمساكهن إياه، فسمين لحبسهن لما فيهن من الماء وإمساكهن له معصرات، ومن ذلك ما سميت العصر عصرا لما يعصر بها ويحبس عن الظهر الذي قبلها، فسميت عصرا للإمساك عنها، والتعصير بها، والعصر: فهو الحبس، ومن ذلك ما تقول العرب في كلامها وأمثالها لحابس الشيء إذا حبسه عنها: كم تحبسه وتعصره، وتقول: أكثرت عصر هذا الشيء أي تزيد حبسه وإمساكه.

وقد قيل: إن معنى ((المعصرات)) هو العاصرات لما فيهن من الماء حتى يخرج من خلالهن، وشبه ذلك بعصر الإنسان للشيء وغمزه حتى يخرج ما فيه من مائه، والقول الأول أحسن القولين عندي وأصوبهما وأولاهما بالحق وأشبههما.

مخ ۳۳۵