289

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرونه

علوم القرآن

ومعنى قوله سبحانه ((وفاكهة وأبا (31) متاعا لكم ولأنعامكم (32))) فقال: الفاكهة هي الكثيرة التي جعلها الله متاعا للناس ومأكلة، والأب: فهو العشب والمرعى الذي جعله الله مرعى ومرتعا للأنعام ومهملا للإبل، وإنما سمي المرعى بذلك لذهابه وقلة بقائه وثباته، ولذلك قيل فيما ذهب من الأشياء ذهابا: ذهب كذا وكذا تبابا، فالأب ما ذهب من النبات والبقول، كذلك يذهب إذا صافت فلا يبقى وما سواها من المراتع يكون في الصيف وتبقى فجعل الله ذلك بينها وبين الأب بيانا وفرقا.

انتهى الموجود من تفسير هذه السورة لمحمد بن القاسم عليهما السلام والله أعلم.

سورة (النازعات)

بسم الله الرحمن الرحيم

((والنازعات غرقا (1))) قال أبو عبد الله محمد بن القاسم عليهما السلام: النازعات فيما أرى والله أعلم فهن السحاب المنتزعات لماء الأمطار من البحار والأنهار ومما في الأرض من الندوة والبخار، وهن أيضا ((الناشطات)) في نزعهن ((نشطا))، والنشط والإغراق: هو القوة في النزع والصب ((والسابحات)) هن السحاب في الهواء ((سبحا)) كما يسبح في الماء من كان سابحا يمينا ويسارا وإقبالا وإدبارا.

((فالسابقات سبقا (4))) وهن أيضا السابقات بالمطر والغيب برحمة الله وفضله غير مسبوقات بإمساك الله المطر لو أمسكه عن الأرض وأهلها.

وقد تكون السابقات سبقا هي: البرق لأن البرق هو أسرع شيء خفقا وأحثه اختطافا وسبقا.

مخ ۳۰۴