مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
وأما قوله: ((وما يدريك لعله يزكى (3))) فليس فيها نفسها دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله هو المذكور في الآيات والمذموم بها، لأنه قد يجوز أن يقول: ((وما يدريك)) له وهو يريد بها غيره معه كما قال سبحانه له ولغيره معه: ((وما يدريك لعل الساعة)) [الأحزاب:63] وكقوله سبحانه: ((القارعة (1) ما القارعة (2) وما أدراك ما القارعة (3) )) [القارعة:1-3]وقال سبحانه: ((وأما من خفت موازينه (8) فأمه هاوية (9) وما أدراك ما هيه (10) نار حامية(11))) [القارعة8-11] فكان ذلك له صلى الله عليه وآله ولغيره من أهل دينه، وغير أهل دينه.
وإن يك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى طلاب المعنى بذلك، فإنما كان ذلك منه لعلمه وخطره وطلبه ما هو أصلح وأعز في دين الله وأرجح من إجابة الأغنياء والأصحاء والأقوياء لا على ميل ولا حيف لقوي على مستضعف، ولا لغني على فقير، ولا لكبير على صغير، والحمد لله ولي كل نعمة وإحسان، وبالله نعوذ من كل حيرة وخذلان.
ومعنى ((قتل الإنسان ما أكفره (17))) أي لعن الإنسان ما أقل شكره، وكذلك كل من كفر بآيات الله ولم يصر فيما أمر به إلى مرضاة الله فمن كان كذلك أو عمل بذلك فهو من الكافرين غير الشاكرين لما أولاه ووهب له من النعم وأعطاه في مبتدى خلقه حين أنشئ من نطفة من ماء مهين، وحفظ من الرحم في مستقره فأتم تقديره وحسن تصويره، ثم يسره للسبيل الذي هو مخرجه من بطن أمه بعد كماله في لحمه وعظمه.
مخ ۳۰۳