مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
وإنما جعله الله قسما لعلمه بما فيه من أسرار الآيات يقول الله فيه سبحانه عالم الخفيات: ((وما أدراك ما الطارق (2) النجم الثاقب (3))) والثاقب: فهو الذي يبين نوره ويثقب، وفي مثل هذا من أمر النجم العجب العجيب، وإذا قال الله تعالى في شيء من عجيب آياته وأمره: ((وما أدراك .... ثم ما أدراك)) فليعلم من سمع أن ذلك لعظم المذكور وكبر قدره.
ومخرج القسم من الله سبحانه بالسماء والطارق في قوله تعالى: ((إن كل نفس لما عليها حافظ(4))) وتفسير ((إن كل نفس لما عليها حافظ(4))) هو أن كل نفس لما عليها حافظ يحفظ أعمالها، ويحصي عليها ألفاظها وأقوالها.
ثم نبه الله سبحانه الإنسان على أن ينظر في العجيب من آياته، وفي ما يدله على قدرة الله وربوبيته إذ يقول سبحانه: ((فلينظر الإنسان مم خلق (5) خلق من ماء دافق(6))) والماء الدافق: فهو النطفة المندفقة من الإنسان عند إمنائه، والدافق: فهو الماء المنصب دفعة واحدة، ودفقة المندفق، وأي آية أعجب أو تعجب أكبر وأصوب من خلق الإنسان من الماء المهين الدافق، فسبحان الخالق الذي خلق الإنسان من أضعف الأشياء وأوهنها وأقلها قوة وأمهنها، فجعله على ما جعله عليه مخلوقا من الماء الميت المهين، فتبارك ذو الحكمة وأحسن الخالقين، فأنشأه من الماء المهين فإذا هو خصيم مبين حيا ناطقا مفكرا قائما قاعدا مقبلا مدبرا، يقول الله سبحانه: ((أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين(77))).
مخ ۲۶۹