قال في البلغة: <فإذا كان الله تعالى أثنى على من كانت صفته ما ذكر في الآية ووصفهم بأنهم الصادقون المتقون الفاضلون ولا يوجد في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد نبيئها عليه وآله السلام بهذه الصفة أجل من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فلو لم يدل هذا على أنه أفضل أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسيد الصادقين لما دل شيء على شيء في الدنيا، وهذه بعينها طريقة الأئمة والكبار من آل محمد وهم الصادقون الذين قال الله للمؤمنين كونوا معهم بقوله: ((ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )).[التوبة: 119]. ولو أخذت في زهديات الحسن والحسين وأولادهما من الآثمة الطاهرين السابقين المقتصدين كعلي بن الحسين وولديه زيد ومحمد وكعبدالله بن الحسن وأولاده محمد وإبراهيم ويحي وكجعفر بن محمد وكالحسين بن علي صاحب فخ، وكمحمد والقاسم ابني إبراهيم، وكالهادي إلى الحق يحي بن الحسين وولديه محمد وأحمد عليهم السلام، وكسادات من آبائهم وأبنائهم وإخوانهم ونظرائهم في الدين والورع والزهد والعلم والعمل، وكذلك من سلك مسلكهم من شيعتهم وإخوانهم رحمة الله عليهم لصارت مصنفات، ولست أدري لماذا اشتغل الناس بإبراهيم بن أدهم ورابعة العدوية وفضيل بن عياض وشقيق البلخي، وبث زهدياتهم ونسوا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم والله المستعان>.
مخ ۱۲