قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهم السلام: < لما عقب ذلك بقوله سبحانه: ((أولئك هم الصادقون)).[الحجرات: 15]. دل ذلك على أن من ادعى الإيمان بغير ما ذكرنا فهو من الكاذبين وأن دعواه تلحق بدعوى المنافقين سيما وقد أكد بترك الارتياب ولا يزول الارتياب إلا بعد استحكام العلم بالبرهان > وسيأتي كلامه إن شاء الله مستوفى في الحجرات.
ولم نجد من اجتمعت له هذه الصفات واقتفى خلفه سلفه في هذه الدلالات الواضحات غير هؤلاء الآثمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين طابقت عقائدهم المعقول والمنقول، فشهد لهم بالإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والسنن صرائح العقول، وعرف منهم الحرص على سائر صفات الذين صدقوا بما ميزوا به من المحقين والمبطلين والمطيعين والعاصين وفرقوا لأن الله عز وجل لا يخلي بين الكاذبين وبين الأمور التي لا تكون إلا من صفة الصادقين، لأن الحكيم في حكمه قد جعل بين الحق والباطل فصلا، وبين منزلة الصادقين والكاذبين فرقا، وكذلك صفة المؤمنين من العاملين والمخلصين أمرهم مباين لسيما المموهين.
مخ ۱۱