الأكابر لتنسلط على أحبائهم بظلمك وتوقعهم في الأثام وإن السلاطين لم تزل تغضب وترضى وتسبل ذيل إحسانهم على هفوات أصحابهم وأصدقائهم ويطلبون أجر مخدومهم وثبوت الأجر والثواب في صحائفهم، وكلامك أيها الوزير يلوح على صفحات وجهك منه خيالات الغش ومنازلة الفتن وإن كان العادل هذا مساعدًا في أمر الرئيس فذلك هو الذي يجب عليه لأنه صاحبه القديم ولو تخلى عنه من قبل هذه الورطة نسب إلى عدم المروءة وقلة الدين وقد راعى ما يجب عيه من وجوه عديدة: أولًا قام يجب عليه لأخيه وصاحبه من شروط الأخوة، ثانيًا قصد إثبات الحسنات في صحائفي، ثالثًا تحرى ما يوجب رضائي وانشراح صدري ويزيل غيظي، رابعًا باعدني عن الوقوع في الإثم فربما تعديب الحد في عقابه، خامسًا طلب اشتهار اسمي بالفضل دون العدل، سادسًا اشهر نفسه بحسن الوفاء وحفظ العهد، سابعًا غرس في قلوب الأماثل محبته، وأما أنا فقد تحققت أن الرئيس قد ندم على ما وقع منه ورجع واعترف بذنبه ويكفيه خجلته عقوبة ولا يليق بحشمي إلا العفو ومكارم الشيم وهذا الذي ورثته من
1 / 72