156

مرزبان نامه

مرزبان نامه

خپرندوی

مؤسسة الانتشار العربي،بيروت - لبنان،عن طبعة حجرية في مطبعة أحمد أفندي الازمرلي في القاهرة ١٢٨٧ هـ

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

١٨٥٨ م

ومع ذلك فهو حيوان أبكم صامت لا يتكلم، فإذا كانت هذه حالته فلم لم يفعل ذلك الحيوان. الناطق ثم فاضت دموع عينيه ورمى القوس من يديه ورجع مفكرًا وعلى ما فرط منه متحسرًا ودعى ذلك الوزير وقال: الصبر نعم النصير وكان قد سبق من المملوك الإشارة ولكن المفرط أولى بالخسارة، فالصديق الصادق والشفيق الموافق يقول ما أنصع نصحت فلم يسمع والمحب الممارق والحسود المنافق يقول أردت أقول ولكن تركت الفضول ولا حيلة للملك والوزير فيما جرى به التقدير، ثم دعى للملك وانصرف وعبأ حملًا من الهدايا والتحف وألبس ابن الملك أفخر ملبوس وجهز أمه كما تجهز العروس وأضاف إلى ذلك من المراكب الملوكية والخدامات السلطانية وأقبل بها عليه وأعرض ذلك إليه وقال: يا ملك الزمان أنا كنت راقبت هذا اليوم في ذلك الزمان وعلمت أن الندم سيعم من الرأس إلى القدم وها قد قدمت للملك من التحف الدر مع الصدف والثمر مع الشجر والشمس مع القمر متعك الله بهما ومتعهما بك وحرس من الأسواء عزيز جنابك، فلما رأى كسرى ذلك سر قلبه وانشرح صدره وأغمي عليه من شدة الفرح كما قال الشاعر: طفح السرور علي حتى أنه ... من عظم ما قد سرني أبكاني يا عين قد صار البكا لك عادة ... تبكين من فرح ومن أحزاني ثم أمر ببساط السرور وجلس في النشاط والحبور وقال أيضًا شعرًا: أهلًا وسهلًا بالتي ... جادت علي بليلتي أهلًا بها وبوصلها ... من بعد طول الهجرة أدر المدام وغن لي ... أهلًا وسهلًا بالتي

1 / 167