مرحم العلل

اليافعي d. 768 AH
22

مرحم العلل

مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة

پوهندوی

محمود محمد محمود حسن نصار

خپرندوی

دار الجيل-لبنان

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٢هـ - ١٩٩٢م

د خپرونکي ځای

بيروت

على أَن الْمُوجب للنَّظَر فِيهَا هُوَ السّمع دون الْعقل النَّقْل وَالْعقل أما وجوب ذَلِك بِالسَّمْعِ فَيدل عَلَيْهِ النَّقْل وَأما عدم وجوده بِالْعقلِ فَيدل عَلَيْهِ الْعقل وَالنَّقْل أما الأول وَهُوَ قَوْلنَا أَن الْمُوجب النّظر فِيهَا هُوَ السّمع فَقَوله تَعَالَى ﴿قل انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ وَنَحْو ذَلِك من الْآيَات الكريمات وَكَذَلِكَ الاجماع كَمَا سَيَأْتِي كَلَام إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي ذَلِك فِي الْفَصْل الرَّابِع إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَأما الثَّانِي وَهُوَ عدم وُجُوبه بِالْعقلِ فَسَيَأْتِي بَيَانه هادما لجَمِيع مَا بنوا عَلَيْهِ مَذْهَبهم الْفَاسِد من التحسين والتقبيح الْعقلِيّ فِي جَمِيع العقائد وَأما جَوَاب السُّؤَال عَن أَي من نفي الثَّانِي وَوُجُود الْمعرفَة مترتب على الآخر فلنقدم على ذكره بَيَان الطَّرِيق الموصلة إِلَى الْمعرفَة فبذلك يَتَّضِح إِن شَاءَ الله بَيَان الطَّرِيق إِلَى معرفَة الصَّانِع جلّ وَعلا اعْلَم أَن الطَّرِيق إِلَى مَعْرفَته ﵎ هِيَ النّظر فِي مصنوعاته فِي الملكوت الْعليا والسفلى وَمَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ من الإتقان والانتظام وَالْحكم والإحكام وَغير ذَلِك مِمَّا يشْهد بِوُجُود الصَّانِع وجلاله وعظمته وكماله تَعَالَى فِي ذَاته وَصِفَاته قَالَ قدوتنا وَسَيِّدنَا الإِمَام حجَّة الْإِسْلَام أَبُو حَامِد الْغَزالِيّ ﵁ وَأولى مَا يستضاء بِهِ من الْأَنْوَار ويسلك من طَرِيق الِاعْتِبَار مَا أرشد إِلَيْهِ الْقُرْآن فَلَيْسَ بعد بَيَان الله بَيَان وَقد قَالَ الله تَعَالَى ﴿ألم نجْعَل الأَرْض مهادا وَالْجِبَال أوتادا وخلقناكم أَزْوَاجًا﴾ إِلَى قَوْله تَعَالَى ﴿ألفافا﴾

1 / 47