مراقي جنان
مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان
ژانرونه
قال الوليد: فحسبت أنه قال: إن لي في أكل الحشيش عما قلت كفاية.
قال أبو عبد الرب: فأردته على أن يتبعني فأبى، قال: ما لي به من حاجة.
قال أبو عبد الرب: فانصرفت، وتقاصرت إلي نفسي ومقتها أني لم أخلف رجلا بدمشق في الغنى يكاثرني وأنا ألتمس الزيادة فيه، وقال: اللهم إني أتوب إليك من سوء ما أنا فيه.
فبت ولم يعلم إخواني بما قد أجمعت به. فلما كان من السحر رحلوا كنحو من رحيلهم فيما مضى، وقدموا إلي دابتي ، فركبتها وانصرفت إلى دمشق، وقلت: ما أنا بصادق التوبة إن مضيت في متجري. فسألني القوم فأخبرتهم، وعاتبوني على المضي فأبيت.
قال ابن جابر: فلما قدم تصدق بصامت ماله، يجهزها في سبيل الله.
قال ابن جابر: فحدثني بعض إخواني قال: ماكست صاحب عباءة في عباءة، أعطيته ستة، وهو يقول: سبعة. فلما أكثرت قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل دمشق. قال: ما تشبه شيخا وفد علي أمس يقال له أبو عبد الرب، اشترى مني سبعمائة كساء بسبعة سبعة، ما سألني أن أضع له درهما، وسألني حملها له فبعثت أعواني، فما زال يفرقها بين فقراء الجيش، فما دخل إلى منزله منها كساء!.
قال ابن جابر: وباع عقاره وتصدق بها، وباع داره بمال عظيم وفرقه، وكان بعد ذلك موته، فما وجد له منها إلا قدر ثمن الكفن.
وكان يقول: والله لو أن نهركم هذا -يعني بردى- سال ذهبا وفضة، من شاء خرج إليه فأخذ منه، ما خرجت إليه، [ولو قيل]: من مس هذا العمود مات، لسرني أن أقوم إليه شوقا إلى الله وإلى رسوله!.
مخ ۲۹۴