============================================================
من آثار النفس. والمنزلة الثانية منزلة أهل الكفر والجحد بصاحب الدور.
ويوازيهم من الخلق النبات القابل من آثار النفس النماء، العاجز عن قبول الحس والنطق.
وهم الذين آمنوا بالبعض وكفروا بالبعض. والمنزلة الثالثة منزلة أهل الظاهر، العاكفين على التقليد وعلى ما جبل عليهم يوازيهم من الخلق الحيوان الذين قبلوا من اثار النفس النماء والحس، وعحزوا عن قبول النطق. وهو أشرف القوى، وصاوا مسخرين لمن قبل هذه القوة الشريفة، وهم البشر. والمنزلة الرابعة منزلة أهل العلم والتأويل، وهم الذين سعدوا في الدارين وبلغوا منازل الأبرار. يوازيهم من الخلق الناس الذين قبلوا القوى الثلاث من آثار النفس، (و) اخترعوا بها الصناعات العحيبة البديعة الي ها استقامت أحوال العالم الطبيعي. كذلك أهل التأويل، هم الذين قدروا على اختراع العلوم واستنباط الحكم التي ها استقامت أحوال [225] العالم الوضعي، وها يوصل إلى الشواب الأبدي والمقر الأزلي.
وهكذا نجد في كل قسم من هذه الأقسام الأربعة التي ذكرناه من الجماد، وذوات النماء، وذوات الحس، وذوات النطق. إن كل جنس منها لما كثرت أنواعه من فصوله السابقة لأنواعه، قد ستر الشرف المقدر فيه عن بعض أنواعه، وكشف البعض على مقدار كل نوع من الصفوة2 والكدورة. والمثال في ذلك أن شرف الجماد في الجواهر المنعقدة الياقوتية وفي الجواهر المذابة الذهبية. فلما لم يوقف ذلك الشرف على ميع أنواعه، بل صار ذلك الشرف محظورا على جميع الأنواع الواقعة تحت الجماد، ما خلا الياقوت والذهب، ووفر على هذين النوعين ذلك الشرف. ثم الذي دون هذين الجوهرين قد قبل من شرف الجماد، دون هذا الشرف الذي سميناه الياقوتية والذهبية على مقدار صفوته وكدورته إلى أن يبلغ إلى الحجر الصلد الذي لا شرف فيه.
اكما في ز، وهو ساقط من ه " كما صححناه. وفي كلي النسختين: اليهم.
كما صححناه. في النسختين: الصفو.
مخ ۲۷۴