218

============================================================

فما ذلك الثواب لنبين لكم فيما تحيلتم1 فيه؟ لأنه إن كان الثواب من اللذات الحسية، كان وجود الحس سابقا عليه. ووجود الحس لا يتأخر عن آلته، وهو الجسم. فإذا كان الجسم موجودا7 ليتبعه الحس، وتتبع الحس اللذة، فإن اللذات الحسية الجسمانية يلزمها الفناء والتفاوت كما هو موجود عندنا عيانا. وإن كان الثواب من اللذات العلمية، فكيف يلتذ الجاهل بما لم يكسب؟ أم كيف يصل المسيء الظالم إلى لذة علمية،3 وقد أظلمت نفسه بالإساءة والظلم؟ فقد تبين4 أن التسوية بين أنفس الصالحين والطالحين محال ممتنع ويقال لهم: إن الأنفس إذا فارقت الأبدان، أتلحقه بعالم غير هذا العالم، أم تكون ماكثة في هذا العالم؟ فإن قالوا: تكون ماكثة" في هذا العالم، يقال لهم: عرفونا كيفية مكث8 النفس في عالم الحس بعد مفارقتها الجسم؟ ولا سبيل لهم إلى ذلك. وإن قالوا:10 بل تلحق بعالمها،11 قيل لهم: فأي شيء سوى بين [172] الأنفس في ذلك العالم، الموضع والقرار، أم الإفادة والإفاضة؟ فإن كان الموضع بلا إفاضة ولا إفادة، ثواب الموضع معروى من الإفادة والإفاضة ضعف12 وإن كانت الإفادة والإفاضة اكما صححناه وفي النسختين: نخليكم.

كما صحناه، وفي النسختين: موجود.

3 ر: آم كيف يصل العالم الى لذة علمه.

ز: ثبت.

هكما في ز، وفي ه: تلحق.

كما صحناه، وفي النسختين: قال.

" كما في ز، وفي ه: ماكثا.

مكث يمكث مكنا ومكنا ومكوثا. لسان العرب امكث.

كما في ز. ه: الجسم .كما صححناه وفي النسختين: قال.

11 كمافي ز، وفي هس: بعالمه.

12 ز: ضعيف.

مخ ۲۱۸