216

============================================================

الإقليد الثامن والأربعون في أن العقوبة تلزم بعض النفس، والسرد على من قال: إن الأنفس كلها ترجع إلى ثواب، بلا عقاب إن قوما من المعطلة لم تخسروا على كشف مذهبهم خوفا من أن لا يقبل ذلك منهم، وتظهر عوراتهم من إنكارهم بالبعث بعد الموت، فموهوا على الضعفاء. ومن ليس لهم عقل راجح يقف على مكائدهم ومخاريقهم في الموضع. فقالوا: إن الأنفس كلها ، الصالحة والطالحة، والبرة والفاجرة، والمحسنة والمسيئة، تسوى أحوالها عند المعاد، وترجع كلها إلى الثواب الجزيل والخير الذي لا وراءه مذهب. وتحت هذا من الكيد العظيم لدفع المعاد شيء [170] ليس بيسير مما نريد1 الإبانة عنه.

فأقول: إن المعطلة لما لم يروا بعد تلاشي أبدانهم بقاء للنفوس، وعاينوا تلاشي ابدان البر كتلاشي الفاجر ، أوجبتة2 لهم التسوية بين أحوال الفريقين من البر والفاجر. ورأوا الثواب يخلصها من التراكيب، والخير يبلغها" إلى التحليل. ولو كشفوا هذه النكثسة4 عند شيعتهم، لما اطمأنت5 نفوسهم عليه، ونفرت عن هذا الرأي غاية التنافر. وما أوعر هذا السبيل الذي سلكوه، وأوحشه، وأدهشه! لأن السالك في هذا كما صناه. في ه: يريد. ز: يزيد كما في ز، وفي ه: وجبت.

كما صححناه وفي السختين: بلوغها.

، النكث: نقض ما تعقده وتصلحه من بيعة وغيرها. لسان العرب/ تكث.

ه كما صحناه وفي النسختين: تطمئن.

دكما صححناه، وفي النسختين: هذه.

مخ ۲۱۶