253

مقالات

ژانرونه

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة من المحنة ليقع الفعل فيستحقوا الثواب، وليس معنى المحنة من الله يعرف ما كان جاهلا به جل عن ذلك وتعالى، وإنما معنى المحنة والتكليف ليقع الفعل فيكون معلوما أنه قد وقع لا معلوما أنه سيقع.

قالوا: وأما قول الله: لننظركيف تعملون} (يونس:14)، فتأويله: لننظر إلى عملكم موجودا ليستحقوا به الثواب والعقاب، لأنه غير جائز أن يعذبكم أو يثيبكم على ما يعلم منكم.

قالوا: وأما قوله: ( العن خفف الله عنكم وعلم أب فيكم ضعفا} [الأنفال: 66)، ففيه تأويلان: أحدهما: (الآن) وقعث على التخفيف وحدة، ولم يزل عالما بالضعف، ونظير ذلك قول القائل: اليوم أصير إلى فلان وأعلم أنه لا ينصفني فمصيره إليه حدث اليوم. وعلمه منعدم، كأنه قال: لنصير إليه مع علمي بأنه لا ينصفني: والوجه الآخو: أن يكون أراد: الآن خفف الله عنكم وعلم الضعف موجودا وإن كان عالما به قبل وجوده.

قالوا: وأما قوله: لعله يتذكرأويخشى} [طه:44)، وهذا نظير قولك: لعلك ثوصي؛ أي: لثوصي.

وليس قول هشام بن الحكم في القدرة والحياة قوله في العلم؛ لأنه لا يقول بحدثهما، ولكنه يزعم أنهما صفتان لله، لا هما الله ولا غيره ولا بعضه.

وإنما يقال: أن يكون لم يزل عالما لما ذكزنا.

قال سليمان بن جرير: إن الله لم يزل عالما إلا أنه زعم أن له علما هو شيء وليس هو الله ولا غيره ولا بعضه.

مخ ۲۵۳