============================================================
القن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة 251 فإن قيل له: فما أنكرت أن يكون لم يزل عالما بأن الأشياء تكون؟ قال: هذا أيضا محال؛ لأن قولك: الأشياء، تكون إشارة إلى أنها قد كانت أشياء قبل كونها، والمعدوم ليس بشيء، وهذا الذي هو موجود لم يكن قط عنده معدوما، والمعدوم عنده لا يكون أبدا موجودا، بل ليس بشيء فيوجد ويتكلم عليه.
وقال هشام بن الحكم: إنه محال أن يكون الله لم يزل عالما بنفسه، وإنه إلما يعلم الأشياء بعد أن لم يكن عالما، وإنه يعلمها) بعلم، وإن العلم صفة (11/49 له ليست هي هو ولا غيره ولا بعضه، ولا يجوز أن يقال للعلم: إنه محدث أو قديم؛ لأنه صفة، والصفة عنده لا توصف، قال: ولو كان الله لم يزل عالما، كان لم يزك عالما بأن الجسم يتحرك وأن السماء موجودة، ولو كان ذلك كذلك كانت السماء لم تزل موجودة والجسم لم يزل متحركا، ولو كان لم يزل عالما كان يجب أن يكون المعلوم لم يزل؛ لأنه لا يصح عالم إلا بعلم موجود.
قال: ولو كان عالما بما يفعله عباده لم تصح المحنة والاختبار، واحتخ بقول الله: لعله يتذكرأويخشى} [طه:44)، وبقوله: { حتل نعلم المجهدين منكر قالوا: وإذا قلتم: إنه لم يزل عالما بأن السماء ستوجذ ثم علمتم أنها موجودة فقد أوجبتم حدوث علم؛ لأنه لا يقع إلا على محدث. قال: وقد قال الله: الكن خفف الله عنكم وعلم أ فيكم ضعفا} (الأنفال: 66] وقال: لننظر كيف تعملون} (بونس:14).
فقال مخالفوه: إنما حكاه من قول القائل: إن الله لم يزل عالما أن السماء
مخ ۲۵۱