أقول إن الأجرام ذوات اللون إذا ما قربت من الجرم المستشف وماسته حركته، فإذا تحرك من ألوانها قبل بعضها وأداة إلى بصر الحيوان، فيكون الحيوان حينئذ ينال الألوان بذلك الجرم المستشف.
وإنما يفعل هذا الجرم المستشف من قبل الأشياء المضيئة وظهورها عليه، وذلك أن المضىء يفعل فيه أعنى فى الجرم المستشف فيقبل لونه قبولا كأنه خاص له، وليس له بخاص ولا بذات لكنه هو له ما دام فيه الشىء المضىء، فإذا فارقه وتحول عنه ذهب عنه ذلك اللون أيضا.
وأما ما دام الجرم المستشف مضيئا فهو قابل لجميع الألوان كقبول الضوء سواء يؤديها إلى حس البصر بالألوان من قبل الأثر المؤثر فيه من الجسم المستشف الخارج إذا ما حرك من الألوان على الجهة التى وصفنا آنفا.
فقد استبان الآن كيف يكون المستشف المحدود وفى أى الأجرام يكون ذلك وكيف يؤدى إلى ابصار الحيوان وكيف يحس به الابصار.
ونقول أيضا أن المستشف غير المحدود هو الذى لا يقبل من الألوان شيئا قبولا مؤثرا فيه لحال سخافته وتخلخله، فإذا ما قرب إليه الشىء المضىء كان ذلك علة ضوء به، فإذا فارقه وتحول عنه كان ذلك علة ظلمة، وهذا يكون فى الأجرام المحدودة المشكلة.
مخ ۳۷۰