وقد تكون أشياء أخر دونها فى البياض من الدرجة الثانية والثالثة، فأما الأجرام السود فقد عدمت 〈اللون〉 البتة، فلذلك عدمت الاستشفاف أيضا.
ونقول أيضا إن اللون هو شىء من الأشياء وانه من الأشياء المحمولة التى لا تقوم بذاتها بل فى شىء آخر، فإن كان هذا على هذا فلا محالة أنه ينبغى أن يكون جرم يحمل اللون وهو الجرم المستشف، فإن الجرم المستشف هو الهيولى الأقرب │ للون.
أقول إن المستشف بالفعل 〈هو الذى له اللون بالفعل〉 فإن المستشف الذى بالقوة هو هيولى قابل للألوان المتضادة والمختلفة التى بينها.
والقول أيضا إن طبيعة المستشف هى لكل جرم ذى لون أو قابل للون، فأما الأجرام المستشفة 〈أو اللاتى فيها شىء مستشف〉 فأفقها ظاهر شىء محدود، فهى الأجرام الجاسئة الصلبة.
وذلك أن اللون بين ظاهر فى الأجرام الجاسئة المستشفة أعنى أن لكل جرم جاسئ يابس مستشف لونا ذاتيا وهو اللون الحق أعنى اللون الكائن فى الجرم الجاسئ اليابس.
فأما المستشف غير المحدود فليس له لون ذاتى ولا محدود وهو الكائن فى الأجرام المتخلخلة لا تقوى على لزوم شىء من الألوان وضبطه، لكنها تكون قابلة للألوان 〈الغريبة〉 تؤديها الى الحواس من غير أن تقبل منها شيئا قبولا مؤثرا فيها، فان الألوان تحركها إذا قربت منها وماستها.
مخ ۳۶۸