وذلك أن مثل هذه السيرة وهى سيرة عبودية ومذهب هو فى غاية المهانة. ومع ما تقدم القول فيه من ذلك يكون هو سببا للشرور أيضا وعنه تصدر. وأيضا ما تقدم من القول فى العناية الجارية هذا المجرى هو أظهر جهلا ولا معنى له أصلا، متى نقلها انسان الى الأشرار فسأل وقال «يا ليت شعرت آلآلهة غير قادرين على أن يصير هؤلاء القوم أخيارا وغير مختارين لذلك أيضا أم هم قادرون عليه الا أنهم غير مختارين له أم هم مختارين غير قادرين عليه».
وذلك أن بحسب هذا القول ولا واحد من الناس يوجد شريرا، اذ كان الآلهة قادرين ومختارين أيضا على أن يجعلوا الناس بأجمعهم أخيارا من، قبل أن القول بأنه الآلهة، مع ما أنهم غير مختارين لذلك، هم غير قادرين هو قول ينسب الآلهة الى ما ليست له بأهل .
وأشنع من جميع الأقاويل القول بأن الله، عز وجل، ينفذ فى جميع الأشياء ويخترقها، من حيث هو محدثها، وأن عنايته مصروفة اليها على هذه الجهة. وذلك أن القائلين بذلك والمعتقدين له، مع ما أن قولهم هذا موهم (؟) وأنهم يجعلونه جزءا من الأشياء الحقيرة الدنية وأن الجسم يداخل الجسم، وهم مع ذلك غير موافقين فى كلامهم هذه الأشياء الظاهرة أصلا.
مخ ۲۷