غريب الحديث هو ما وقع في متن الحديث من لفظة غامضة بعيدة من الفهم لقلة استعمالها . والأصل في هذا الباب التحري والتثبت والاحتياط في تفسير الألفاظ النبوية لكي لا يقع المحدث في الكذب على الله ورسوله. وقد سئل الإمام أحمد عن حرف من الغريب فقال: "سلوا أصحاب الغريب فإني أكره أن أتكلم في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالظن فأخطئ".327
وقد ذكر الناظم عدة أمثلة جاء تفسيرها في كتب الغريب. وهاك تفسيرها مرتبة حسب مجيئها في المنظومة:
وهي كدخ بالدخان328 فسرا مؤخرة الرحل وبذخا أشرا
والباذق الخمر وبتع من عسل ... وحبة الحميل329 بزر للبقل
- الدخ: ورد في حديث ابن صياد عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: وقد خبأت لك خبيئا فما هو؟" قال: الدخ. والدخ بضم الدال معناه الدخان ، وهو لغة فيه . وقد ورد تفسيره في حديث ابن عمر عند الترمذي وغيره: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: إني خبأت له خبأ، وخبأ له "يوم تأتي السماء بدخان مبين"[الدخان : 10] .
- مؤخرة الرحل: فيه أربع لغات: مؤخرة بضم الميم وكسر الخاء وهمزة ساكنة. ومؤخرة بفتح الخاء مع فتح الهمزة وتشديد الخاء. ومؤخرة بفتح الخاء مع إسكان الهمزة وتخفيف الراء. واللغة الرابعة هي: آخرة الرحل بهمزة ممدودة وكسر الخاء. وهو العود الذي في آخر الرحل الذي يستند إليه الراكب من كور البعير. نقله الشوكاني في نيل الأوطار عن الإمام النووي.330 وقد ورد ذكره في حديث عائشة عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل في غزوة تبوك عن سترة المصلي فقال: كآخرة الرحل.
مخ ۹۳