والثان في لا تجلسوا على القبور ذي الزيد في الإسناد عادم الظهور ...قال العلامة أحمد شاكر في شرح الألفية278 : قد يجيء الحديث الواحد بإسناد واحد من طريقين ولكن في أحدهما زيادة راو، وهذا يشتبه على كثير من أهل الحديث، ولا يدركه إلا النقاد، فتارة تكون الزيادة راجحة بكثرة الراوين لها أو بضبطهم وإتقانهم وتارة يحكم بأن راو الزيادة وهم فيها، تبعا للترجيح والنقد، فإذا رجحت الزيادة كان الناقص من نوع الإرسال الخفي، وإذا رجح النقص كان الزائد من المزيد في متصل الأسانيد.
...ومثال الأول: حديث عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن زيد ابن يثيع - بضم الياء التحتية المثناة وفتح الثاء المثلثة وإسكان الياء التحتية المثناة وآخره عين مهملة عن حذيفة مرفوعا: (إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين) فهو منقطع في موضعين: لأنه روي عن عبد الرزاق قال حدثني النعمان بن أبي شيبة عن الثوري، وروي أيضا عن الثوري عن شريك عن أبي إسحاق.
...ومثال الثاني: حديث ابن المبارك قال: حدثنا سفيان عن عبد الرحمن ابن يزيد حدثني بسر بن عبيد الله قال: سمعت أبا إدريس الخولاني قال سمعت واثلة يقول: سمعت أبا مرثد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها).
...فزيادة (سفيان) و(أبي إدريس) وهم. والوهم في زيادة سفيان من الرواي عن ابن المبارك، فقد رواه ثقات عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بغير واسطة (كما هو في السنن الأربع كلها)، مع تصريح بعضهم بالسماع. والوهم في زيادة أبي إدريس من ابن المبارك، فقد رواه ثقات عن عبد الرحمن بن يزيد عن بسر بغير واسطة مع تصريح بعضهم بالسماع كما عند أبي داود .279
...قال الترمذي:
مخ ۸۳