فعلل قوم رواية اللفظ المذكور - يعني التصريح بنفي قراءة البسملة - لما رأوا الأكثرين إنما قالوا فيه:" فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين" من غير تعرض لذكر البسملة ، وهو الذي اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في الصحيح ورأوا أن من رواه باللفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له . ففهم من قوله: "كانوا يستفتحون بالحمد لله" أنهم كانوا لا يبسملون، فرواه على ما فهم، وأخطأ، لأن معناه أن السورة التي كانوا يفتتحون بها من السور هي الفاتحة، وليس فيه تعرض لذكر التسمية ، وانضم إلى ذلك أمور: منها أنه ثبت عن أنس أنه سئل عن الافتتاح بالتسمية ، فذكر أنه لا يحفظ فيه شيئا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . والله أعلم.234
وقد أطال الحافظ العراقي في شرحه على تعليل هذا الحديث فانظره هناك .235
المدرج
ومدرج المتن إذا قلت فقد وأسبغوا وأنثييه236 والسند أ/20
160 جمع الأسانيد على واحدها من غير تبيين اختلافات بها
...قال الإمام النووي في التقريب: (المدرج هو أقسام:
أحدها: مدرج في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يذكر الراوي عقيبه كلاما لنفسه أو لغيره فيرويه من بعده متصلا فيتوهم أنه من الحديث.
والثاني: أن يكون عنده متنان بإسنادين فيرويهما بأحدهما.
والثالث: أن يسمع حديثا من جماعة مختلفين في إسناده أو متنه فيرويه عنهم باتفاق.237
والإدراج قد يكون في المتن وقد يكون في الإسناد، فمثال الإدراج في المتن حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيده فعلمه التشهد في الصلاة) الحديث. وفيه: (إذا قلت هذا - أو قضيت هذا - فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد).
فقوله (إذا قلت هذا..) الخ وصله زهير بن معاوية بالحديث المرفوع في رواية أبي داود.
قال الحاكم: وذلك مدرج من كلام ابن مسعود.
مخ ۷۲