وقيل لنوح بن أبي مريم: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة وليس عند أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال: إني رأيت الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة.221 خامسا: المتعصبون لمذهب أو قبيلة أو بلد. وكان ذلك في القرن الثالث الهجري حينما فشا التعصب للمذاهب والأئمة والعنصرية للمدن والقبائل. وقد وضعت في ذلك أحاديث كثيرة تعرف في موضعها.
والذي يجب التنبه له هنا هو أن أهل العلم من المحدثين وغيرهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الكم الهائل من الأحاديث المكذوبة بل قاوموها أشد المقاومة واتخذوا في ذلك أحسن السبل لاكتشافها، وحفظت السنة بذلك من عبث العابثين وتأويل المغرضين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين حتى قيل لعبد الله بن المبارك: هذه الأحاديث الموضوعات؟ فقال: تعيش لها الجهابذة . وتلى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [حجر :6].222 فجزى الله هؤلاء الأئمة عن هذه الأمة خير الجزاء وحشرنا في زمرتهم يوم الدين.
منه حديث الأرز مع فضائل سمي نبينا وصايا لعلي
حديث الأرز هو: (لو كان الأرز رجلا لكان حليما).
...قال الحافظ ابن القيم (ت 751ه): إنه باطل لا يصح.
...وقال أيضا: (أحاديث مدح العدس والأرز والباقلاء والباذنجان والرمان والزبيب والهندباء والكراث والبطيخ والجزر والجبن والهريسة فيها جزء كله كذب من أوله إلى آخره)223
...قال العلامة الكرمي المقدسي (ت1033ه): (ليس في الأرز شيء ثابت) .224
= ومن الأحاديث الموضوعة أحاديث تعظيم من اسمه محمد أو أحمد أو أن من تسمى بها لا يدخل النار ، فكلها كذب لأن ذلك يناقض ما هو معلوم من دين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن النار لا يجار منها بالأسماء والألقاب، وإنما النجاة منها بالإيمان والأعمال الصالحة.225 وكذلك كل حديث يدعى فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بالخلافة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأن الصحابة اتفقوا على كتمان ذلك لهوى في أنفسهم . وهذا باطل لا يتصور صدوره من خير الأمم وأكرمها على الله.
مخ ۶۸