کتاب المنزلت بین المنزلتین
كتاب المنزلة بين المنزلتين
ژانرونه
شعه فقه
ستاسې وروستي لټونونه به دلته ښکاره شي
کتاب المنزلت بین المنزلتین
الامام الهادي الحق يحيى بن الحسين d. 298 AHژانرونه
إن الله تبارك وتعالى ذكر التوحيد في كتابه فقال: { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } [الإخلاص.]، فأخبر سبحانه أنه الواحد الأحد الذي ليس بوالد ولا ولد، وأنه ليس له كفؤ ولا شبيه في وجه من الوجوه، وقال: { هل تعلم له سميا{ ، يقول: كفوا أو نظيرا، وقال: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [الشورى: 11]، وقال: { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } [الأنعام: 103] ولم يقل في الدنيا دون الآخرة، فنفى عن نفسه درك الأبصار في كل وقت من أوقات الدنيا والآخرة، كما نفى عن نفسه السنة والنوم في الدنيا والآخرة، فقال: { لا تأخذه سنة ولا نوم } [البقرة: 255]، كما نفى عن نفسه الظلم في الدنيا والآخرة فقال: { إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون } [يونس: 44]، وكما نفى عن نفسه أن يكون له شبيه في الدنيا والآخرة على كل وجه من الوجوه بقوله: { ليس كمثله شيء } [الشورى: 11]، وقال: { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم } [الزخرف:84]، فنفى عن نفسه أن يكون في مكان دون مكان؛ لأن من كان في مكان دون مكان فمحدود، والله غير محدود، ولا يحيط به شيء، وهو بكل شيء محيط، وقال:{ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم } [المجادلة: 7] الآية، فبهذه الآيات ونحوها أحتججنا على من خالفنا ومن شبه الخالق بالمخلوق، وعلمنا أن الله لا يشبهه شيء في وجه من الوجوه.
مخ ۲۰۸