وبعد هذا الإخفاق حاول بعض العلماء إدخال تعديل طفيف على قانون الجاذبية الكونية القائل بالتناسب العكسي مع مربع المسافات، ومع ذلك لم يتفق هذا التعديل مع الملاحظات اتفاقا كاملا.
ولما عدلت النسبية العامة قانون نيوتن تعديلا أساسيا استطاعت إثبات شذوذ عطارد.
ومع ذلك ينبغي أن ننبه الأذهان إلى أن البرهانين اللذين أتينا بهما الآن يتعلقان بظواهر تبلغ من الضعف حدا يجعلنا نشك في إمكان الحصول على تفسير آخر لها.
20
وأيا كان الأمر، فليس لأحد أن يغفل عن مذاهب النسبية العامة تتمثل في أفق عقلاني جديد. فإذا جعلنا التنظيم العقلي لعلم الفلك لدى «نيوتن» نقطة بدء لنا انتهينا إلى تحديد القيم العلمية على مرحلتين: (1)
في المرحلة الأولى يؤيد المرء مذهبا عقليا بسيطا يحدد القوانين الأساسية خلال مدارات بيضاوية (وهي صور للهندسة الأولية). (2)
وعند التطبيق، يستعين المرء بفكرة الانحراف، لكي يعلل وجود فرق طفيف بين القانون الأساسي والملاحظة.
أما إذا بدأنا بالتنظيم العقلي للنسبية، فإنا ننتهي مباشرة إلى الصورة المعقدة للقانون، فلا نهتدي إلى قوانين نيوتن البسيطة إلا في المرحلة الثانية، وعلى سبيل التبسيط، وعندئذ ينظر إلى هذه القوانين كما لو كانت صورا متدهورة للقانون المعقد.
ويبدو أن الفارق بين الانحرافات وضروب التدهور هو فارق في التوجيه بالنسبة إلى فلسفة الروح العلمية، وهذا موضوع سنعود إليه في ختام الفصل التالي.
وهناك ظاهرة ثالثة فسرتها النسبية أيضا، وهي تحول ألوان الطيف التي تبعثها النجوم البعيدة إلى اللون الأحمر.
ناپیژندل شوی مخ